الامير خالد كان رائدا للحركة الوطنية والعديد من الدراسات ظلمته

38serv

+ -

اعتبر الأستاذ الدكتور حكيم بن شيخ بجامعة يحي فارس بالمدية تخصص تاريخ حديث معاصر على هامش الندوة التاريخية حول الأمير خالد بالمدية،  أن الأمير خالد،كان رائدا للوطنية في الجزائر، لاعتبارات كثيرة منها شجاعته،نضاله،وقدرته الفكرية والعلمية والسياسية، والعسكرية ويمكن القول بأنه كان رجلا مخضرما،و أن هذه الوطنية مكنته من أن يسلم رسالة نارية كانت في المستوى للمطالبة باستقلال الجزائر في اطار مساواتي،كون أن فترة مطلع القرن ال20 أي منذ 1919 لم تكن تسمح هذه الفترة لمثل هذه الأعمال،لذلك فكان الأمير خالد وقتها  بطبيعة الحال رجلا عسكريا بالدرجة الأولى وسياسيا واعلاميا.

ويقول الدكتور بن الشيخ أول من زج بالامير خالد  في "أوتوني" تلك المؤسسات الفرنسية،هو جده الأمير عبد القادر،حينما عقد اجتماعا موسعا للأسرة الكبيرة في سوريا سنة 1882،و أشار على ابنه الهاشمي بأن يزج بأبنه الأمير خالد في هذه المؤسسات الفرنسية،باعتبار أن هذه الفترة لم تكن فترة مواجهة عسكرية ومسلحة كالتي كانت بالأمس وأثبتت فشلها،ولكن كانت بمثابة فرصة  لاستشراف المستقبل من خلال الولوج إلى عمق هذه المؤسسات الفرنسية واختراق ما بداخلها وهذا للتأثرباستراتيجية فرنسا في المجال العسكري،والسياسة، وأسلوبها الديمقراطي من خلال أسلوب العرائض والانتخابات والخطب وما إلى ذلك..

 ويقول بن الشيخ ان الامير خالد لم يكن انتمائة لمؤسسة الجيش عن حب بل كان  بارتجالية بل بالعكس كان بكره ذلك وهو في عمق هذه المؤسسة العسكرية كان يبصق على العلم الفرنسي وهي قمة الشجاعة .. ويلبس القنور واللباس التقليدي الاصيل ويؤم المصلين ويدعوتهم للتشبت بقيم اخلاقية المجتمع الجزائري ..و بالاحوال الشخصية الجزائرية .

وحسب الجامعي بن الشيخ فان  الأمير خالد ، لم يكن شخصا سهلا، حيث دفع السلطات الفرنسية الى اتخاذ موقغا صارما منه  لتسلط عليه الأضواء .. كان متابعا من طرف المستعمر الفرنسي ...ولما تحرر  1918 من المؤسسة العسكرية خاص النضال السياسي في اطار الحركة الوطنية الجزائرية  بتفعيله لنشاط للحركة  الشبان الجزائريين التي كان خطيبا بها ...و المعبر باسمها ...جاءت فكرة عرض المطالب التي عبر عن وطنيته رغم انه تعرض للظلم في الكثير من الدراسات الوطنية والاستشراقية فظن الكثير ان انضمامه للمؤسسة العسكرية . معادته لقوميته وشخصيته ودينه بل بالعكس كان مدافعا و مناضلا و قدم عريضة فيها دعوة لاستقلال الشعب الجزائري من الاستعمار  الذي ظل كاتما على أنفاس الشعب.

 وخلال سنة 1924 أسس الامير خالد   اكبر نهج استقلالي حزب نجم شمال افريقيا  الذي كان رئيسا شرفيا له  الذي كان الاداة الاستقلالية  واللبنة الاولى  التي غرسها رغم رحيله الى سوريا ووغادرة    السياسة الا  انه ظل متتبعا للقضية الوطنية  وترك الحزب سنة 1925 لخليفته حاج عي بن عبدالقادر ليسفح المجال سنة 1926 لمصالي الحاج . الذي شارك في مؤتمر  بروكسبل1927 ضمن الامم التي تسعى للتحرر حيث نادى باستقلال الجزائر ...الى ان تم حل نجم شمال افريقيا وتم تاسيس حزب الشعب الذي أصبح يسمى بحركة انتصار الحريات الديمقراطية ثم حزب جبهة التحرير الوطني....

 وعن شواهد الامير خالد بمدينة المدية  فان بيته لازال يتواجد  في قلب مدينة المدية حيث اصحاب البيت يشهدون بأن الامير سكن بهذا  البيت لسنوات معدودة... وهو اليوم مهمل ويدعو السلطات  الى ترسيم البيت كتراث تاريخي.

ويشار أن هذه الندوة  التي احتضنتها امس دار الثقافة حسن الحسني بالمدية للحديث عن الدور السياسي والثقافي للأمير خالد (1875-1936) التي قدمت فيها العديد من المدخلات من طرف اساتذة ودكاترة جامعيين  أراد منها قطاع السياحة بهذه الولاية  الإسهام في ترقية سياحة الذاكرة من خلال التسويق للمواقع التاريخية،خلص مؤطروها و المشاركون فيها إلى رفع جملة من التوصيات منها ضرورة الاهتمام بالتاريخ المحلي للمدية على مستوى قسم التاريخ الناشئ بجامعة يحي فارس، دعوة السلطات المحلية إلى العناية بتراث الأمير خالد بمدينة المدية من خلال تحويل ببته إلى متحف يضم وثائق ودراسات عن حياة الأمير،مطالبة مصالح البلدية إلى ترميم قبور عائلة الأمير وإبرازها،تنظيم ملتقى دولي حول تاريخ المدية ودعوة الباحثين من داخل الجزائر وخارجها للإسهام بدراسات موثقة حول مختلف الفترات التاريخية،الى جانب ترقية الندوة التاريخية حول الدور السياسي والثقافي للأمير خالد إلى ملتقى وطني لجمع وتوثيق أعمال الأمير باشراك الجامعة والسلطات المحلية وجمعيات المجتمع المدني.