38serv

+ -

تسببت كثرة الحرائق التي تشهدها مختلف ولايات الوطن في كارثة بيئية وخسائر ملحوظة، حيث أتت النيران، التي لا يزال بعضها مشتعلا، على مئات الهكتارات، التي تطلبت عشرات السنين من أجل نموها،  على غرار ما شهدته منطقة يماڤورايا ببجاية الأسبوع ما قبل الماضي. في البليدة، أين تشهد مناطق عديدة من الأطلس سلسلة من الحرائق المشبوهة، أفقدت المنطقة مساحة إجمالية قدرت مبدئيا بأكثر من 2 مليون متر مربع من الغابات والمزروعات الفلاحية، وسببت نفوق بعض الحيوانات النادرة، ونزوع بعض الأنواع البرية منها إلى بعض الأحياء الشعبية، وخلفت خسائر في الغطاء النباتي، وفي أنواع نادرة من الأشجار المعمرة، مثل الأرز الحلبي والفلين، وبعض الحيوانات مثل الثعالب وقرد الماغو المغاربي، الذي شوهد يتسلل إلى أحياء شعبية بقلب مدينة البليدة في باب الرحبة مثلا، هربا من جحيم النيران.خسائر مادية معتبرة بالشرقوفي الطارف، تم إحصاء وانتشار 23 حريقا عبر 10 بلديات، أكثرها ضراوة بالغابات اللصيقة بمحيط مدينة الطارف، أتلفت 79 هكتارا منها 25 من الأدغال الغابية، و49 من الأحراش، و3 هكتارات زيتون وهكتاران من بقايا حصاد الحبوب. وشكلت بعض الحرائق تهديدا على سكان مشتة حدودية ببلدية عين الكرمة، هب سكانها في عمليات إخماد ألسنة اللهب التي كانت تفوق سرعتها الرياح. كما أوضح محافظ الغابات بأن كل المواقد تم إخمادها نهاية نهار أول أمس، لكنها تجددت صبيحة أمس في موقعين بغابات ضواحي مدينة الطارف. وفي سوق أهراس، تسببت الحرائق في تحويل عشرات الأشجار المثمرة وخلايا النحل إلى رماد، في ظل تأخر تدخل وسائل الإطفاء. وكانت منطقة بوشهدة، ببلدية أولاد إدريس، أكثر المشاتى المتضررة، حيث احترقت إلى جانب 140 شجرة تفاح وإجاص وكروم وحوالي 30 صندوق نحل وحزم تبن، عدة بساتين يعتمد عليها سكان المشتة في الاستهلاك العائلي. وأكد المتضررون أن أعوان الحماية المدنية رفقة السلطات المحلية رفضوا التصدي للحرائق التي كادت تأتي على بعض السكنات لولا اعتماد السكان على أنفسهم لإخمادها.وفي ميلة، تدخلت الوحدة الثانوية للحماية المدنية تسدان حدادة، من أجل إخماد حريق بغابة لأشجار البلوط بمشتة المالح بلدية تسدان حدادة، ونظرا لتطوره السريع وانتشاره تطلّب تدخل وحدات الحماية المدنية بفرجيوة ووادي النجاء والوحدة الرئيسية بميلة صباح أمس. وقد استغرقت مدة التدخل حوالي 16 ساعة. وتمثلت الحصيلة في إتلاف حوالي 15 هكتارا من أشجار البلوط والزان، كما تم إنقاذ سكنات ومحلات خشبية كانت مجاورة للغابة.  كما لا تزال مناطق الجهة الشمالية في ولاية تيسمسيلت تشهد منذ يومين حرائق غابية أتت على مساحة معتبرة من أشجار الصنوبر الحلبي، وساهمت بشكل كبير في ارتفاع درجة الحرارة. وذكرت مصادر مسؤولة من الحماية المدنية، أن أربعة حرائق نشبت خلال الـ24 ساعة الأخيرة في غابات الجهة الشمالية المحاذية لولايتي الشلف وغليزان، ولم يتم إخمادها بعد، رغم تسخير حوالي 800 عون. وذكر سكان من بلديتي لرجام والأزهرية أن ألسنة اللهب مازالت إلى غاية منتصف نهار أمس الاثنين تلتهم أشجار الصنوبر الحلبي والأحراش. وأضافت مصادر موثوقة، لـ”الخبر”، أن حريقا ثالثا نشب صباح أمس بغابات بلدية سيدي العنتري وبمنطقة “باب البكوش”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات