استخبارات الكيان الصهيوني تتحول إلى أضحوكة أمام العالم

38serv

+ -

بدأ القادة السياسيون والعسكريون للكيان الصهيوني، يتجرعون مرارة الإخفاقات المدوية التي منيت بها العملية العسكرية البرية على قطاع غزة، التي انقضى أسبوعها الثاني دون أن تحقق أي أهداف، باستثناء ارتكاب مجازر مروعة في حق المدنيين الأبرياء. وشكل صمود الشعب الفلسطيني ورفضه مخطط التهجير القسري والتطهير العرقي، شوكة في حلق الاحتلال الذي لجأت استخباراته لفبركة الروايات للتستر على فشله.

أدخل الصمود البطولي للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، قادة الاحتلال الصهيوني في حالة إرباك زاد من حدتها الفشل الاستخباراتي الذي رافق العملية البرية العسكرية التي لم تحقق أي جدوى أو هدفها من أهدافها المعلنة، المتمثلة في تفكيك حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وتحرير الرهائن والمحتجزين، وهي إخفاقات دفعت بجيش الكيان للتفكير في خيارات أخرى منها فرض واقع أمني جديد تحت سيطرته، لاسيما بعدما تشبث الشعب الفلسطيني بأرضه ورفض مخطط التهجير، رغم جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يقترفه الجيش الصهيوني.

صمود سكان غزة وعدم اكتراثهم بدعوات الاحتلال لمغادرة منازلهم والتوجه نحو الجنوب، قوبل بردة فعل انتقامية وحشية راح ضحيتها آلاف الأبرياء، معظمهم من الأطفال والنساء. ورغم ذلك، لا يزال أهالي القطاع قابضين على جمر الصبر متمسكين بخيارهم حتى لو فقدوا حياتهم، فهم - كما يقولون - يقفون من مسافة الصفر مع الحياة والموت.

ومع نفاد ساعة الرمل في غياب مكاسب عسكرية ميدانية، لم يجد جيش الاحتلال من وسيلة لإخفاء فضائحه التي جناها من عمليته العسكرية، سوى إطلاق ادعاءات وهمية نسجها على مقاسه بالقول إنه اكتشف أنفاقا ومراكز قيادة لحركة المقاومة حماس تحت مجمع الشفاء الطبي في غزة، وهي الرواية التي ثبت للرأي العام الدولي زيفها وشكلت فضيحة كبرى لجيش الاحتلال، وتناولتها بالسخرية عدد من وسائل الإعلام الغربية، منها شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية التي رافق فريق منها الجيش الصهيوني خلال عملية اقتحام المجمع الطبي ذات،ه مؤكدا أن "الجيش لم يُظهر أيا من الأنفاق التي تحدث عنها مرارا أسفل المستشفى".

ولأن تعاطي وسائل الإعلام الغربية منذ بداية الحرب على غزة كان مجردا من المهنية ومنحازا بشكل واضح وفاضح للكيان الصهيوني، لم يجرأ مراسلوها وهم يتجولون داخل مجمع الشفاء برفقة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، على إجراء مقابلة مع الكوادر الطبية أو المرضى الذين كانوا موجودين داخل المستشفى، وهو يشكل دليلا على أن استخبارات الكيان رتبت في الكواليس لإخراج مسرحية هزلية تحولت إلى أضحوكة أمام أنظار العالم.

وإضافة إلى فضائحهم أمام الرأي العام الدولي، يواجه القادة السياسيون والعسكريون في الكيان ضغوطا رهيبة في الداخل الإسرائيلي، لاسيما تبعات ملف الرهائن والمحتجزين لدى فصائل المقاومة في غزة، حيث أفضى الحديث - سواء على مستوى الإعلام العبري أو حتى داخل الكنيست - إلى توجيه الاتهامات من قبل أهالي المحتجزين إلى حكومة نتنياهو ومجلس الحرب، بعدم الاكتراث لحياة أسراهم وهم يدمرون البنى التحتية، كما تعالت أصوات لأطياف سياسية أخرى تطالب بإعلان وقف إطلاق النار بداعي أن جيش الاحتلال فشل في القضاء على حماس وإعادة المحتجزين.

 

كلمات دلالية: