الجيش الصهيوني يفرغ سموم أحقاده على سكان غزة

38serv

+ -

دخلت غزة مرحلة خطيرة من اشتداد الجوع مع اقتراب استكمال العدوان الصهيوني عليها الشهر الخامس على التوالي، إذ تبقى الأوضاع الإنسانية التي يكابدها السكان في تفاقم مستمر، خاصة أن الجوع بدأ يقتل الأطفال والمدنيين الضعفاء، إلى جانب هؤلاء الذين يفتك بهم القصف العشوائي الهمجي، بينما يستبيح الجيش الصهيوني كل من يتمكن من اعتقاله، في انتهاكات صارخة لكل القوانين والشرائع على مرأى ومسمع العالم.

في ظل عدم وصول المساعدات إلى عدد من المناطق في غزة، خصوصا تلك المحاصرة شمالي القطاع، وتقلص كميات المساعدات التي تدخل من معبر رفح، تشتد مخاطر عدم توفر الطعام، حيث بات سكان القطاع وخاصة الأطفال مهددين بالموت جوعا، فيما يعاني آلاف الرضع من ندرة حليب الأطفال، ما جعل الأولياء يعتمدون في إطعامهم على غذاء لا يناسبهم أو لا يساعدهم على النمو السليم ويجعلهم عرضة للكثير من الأمراض.

وبهذا الشأن، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن أكثر من مليون شخص يعانون من سوء تغذية واضح في القطاع وإن القوات الإسرائيلية ترفض إيصال المواد الطبية والوقود إلى الشمال. وأضاف قائلا إن "الاحتلال دمر 150 مؤسسة طبية وأخرج 32 مستشفى عن الخدمة، المستشفيات الـ3 الباقية برفح مكتظة ولا تملك القدرة على تقديم الرعاية". ولفت إلى أننا "عاجزون عن تقديم الرعاية الطبية في شمال القطاع بسبب عدم توفر الإمكانيات"، مطالبا المؤسسات الدولية بالتدخل لإنقاذ الوضع الصحي في قطاع غزة.

 

الجوع يقتل الأطفال في شمال غزة

 

ورغم أن الوضع يزداد مأساوية في مختلف محافظات قطاع غزة، في ظل نقص المواد الغذائية وشح المياه النظيفة والخدمات الطبية، فإن معاناة سكان شمال القطاع المحاصر مضاعفة، حيث لا يحصل نحو 800 ألف مواطن على أي مساعدات ويواجهون شبح المجاعة، حتى أن كثيرين منهم لجأوا إلى طحن علف الحيوانات للحصول على دقيق للبقاء على قيد الحياة.

ولا تزال صرخات الأطفال والنساء في شمال قطاع غزة تصدح لأحرار العالم من أجل إنقاذهم من المجاعة الحقيقية التي يواجهونها، في ظل حصار الاحتلال المطبق عليهم ومنعه إدخال المواد الغذائية الأساسية والعلاج الطبي للمواطنين في محافظتي غزة والشمال.

ويلتقط الأطفال أنفاسهم الأخيرة جراء سوء التغذية الناتجة عن المجاعة في غزة والشمال، وهو ما أكده مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة، موضحا أن 7 أطفال استشهدوا في محافظتي غزة والشمال جراء سوء التغذية، مشددا على أننا أمام كارثة عالمية إن لم يتم وقف هذه الحرب وكسر الحصار والإدارة الأمريكية تتحمل مسؤولية هذه المجاعة.

وفي وقت سابق ذكر المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة، محمود بصل، أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي منعه إدخال المواد الغذائية الأساسية والعلاج الطبي للمواطنين المحاصرين في محافظتي غزة والشمال يهدد حياة أكثر من سبعمائة ألف مواطن بالموت في كل لحظة. وأكد بصل أن معاناة المواطنين في غزة والشمال تتفاقم يوميا، حيث بات الآلاف منهم ينتظرون الموت إما بسبب الجوع أو الاستهداف الإسرائيلي، في ظل صمت عربي ودولي مريب أمام هذه المعاناة والقتل اليومي.

وفي ظل سياسة القتل الصامت الذي ينتهجه الاحتلال، شن الجيش الصهيوني عدوانا واسعا على مجمع ناصر الطبي على غرار باقي مستشفيات غزة، حيث تعرض ثاني أكبر مؤسسة صحية في القطاع لحصار على مدى أسابع، الأمر الذي تسبب في خروجه عن الخدمة وانقطاع المياه والأكسجين نتيجة توقف المولد الكهربائي عن العمل، فضلا عن تراكم أطنان من النفايات الطبية وغير الطبية المتكدسة في أقسام وساحات المجمع، ولم يتوقف العدوان على المستشفى إلا يوم أمس.

وأعلن جيش الاحتلال إنهاء عدوانه على مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة عقب حصاره لأسابيع واقتحامه، ما أسفر عن استشهاد عدد من المرضى جراء انقطاع الكهرباء والأكسجين، وقال إن "عملياته العسكرية في مجمع ناصر الطبي انتهت" باعتقال نحو 200 شخص قبل انسحابه من المستشفى الذي حوله إلى ثكنة عسكرية.

 

الناجي من القصف لن ينجو من التعذيب في المعتقلات

 

ولم يكتف الجيش الصهيوني بتقتيل الفلسطينيين في قطاع غزة، عبر قصفهم المستمر وتجويعهم وتدمير منظومتهم الصحية، بل مضى إلى أبعد من كل ذلك في محاولة إذلالهم وإهانتهم من خلال تعريض الناجين منهم لأصناف العذاب، حيث لم تعد محاولات الإهانة العلنية للمعتقلين الفلسطينيين تقتصر على منصات التواصل الاجتماعي بل يعرضها كيان الاحتلال حتى على شاشاته، وفق ما تشير التقارير الإعلامية، حيث أظهر شريط وثائقي مدنيين مقيدين ومعصوبي الأعين تم اختطافهم من خان يونس أثناء نزوحهم من المدينة طالبين الأمان في مناطق أخرى.

وتظهر أحد مقاطع الفيديو اقتياد أحد المعتقلين إلى مكان مخصص للتفتيش، حيث يجبر على نزع ملابسه وتُكبل يداه وتعصب عيناه ويترك في العراء حتى صدور قرار السلطات العسكرية الإسرائيلية بشأنه، وتظهر المقاطع استهزاء جنود العدو بالمعتقلين.

وقد وثق المرصد الأورومتوسطي شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حملات اعتقال عشوائية طالت مئات المدنيين الفلسطينيين من مناطق مختلفة من قطاع غزة، عقب اقتحام منازل سكنية ومدارس تحولت إلى مراكز إيواء لآلاف النازحين. وأشار إلى أن حملات الاعتقال العشوائية طالت أطباء وممرضين وصحفيين ومسنين، فضلا عن عشرات النساء، من بينهن سيدة ظهرت في أحد المقاطع وقد تم اقتيادها إلى شاحنة مع مجموعة رجال وهم عراة.

ويظهر في مشهد آخر أكثر من 90 رجلا بملابسهم الداخلية يجلسون في وسط الطريق تحت مراقبة جنود الاحتلال في شمال قطاع غزة، فيما أظهرت مقاطع فيديو فلسطينيين عراة محشورين في شاحنات تابعة لجيش الاحتلال أو متجمعين في حفرة رملية معصوبي الأعين أو مصطفين أمام جدار بطريقة مهينة وكأنها مشاهد تسبق إعدامهم.

كما أشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن معسكر "سديه تيمان"، الذي يديره الجيش الإسرائيلي ويقع بين مدينتي بئر السبع وغزة جنوبا وتحتجز فيه غالبية المعتقلين من قطاع غزة، تحول إلى "غوانتنامو" جديد تمتهن فيه كرامة المعتقلين وتمارس في حقهم أعتى أشكال التعذيب والتنكيل، في ظل حرمانهم من الطعام والعلاج.

 

 

كلمات دلالية: