توفي العسكري في القوات الجوية الأمريكية آرون بوشنيل (25 عاما)، بعد إضرامه النار بنفسه احتجاجا على ما يحدث في غزة، وشبه مغردون عرب ذلك بأنه يكرر احتجاج محمد البوعزيزي التونسي قبل 14 عاما..
"بوعزيزي أمريكا"، وصف أطلقه مغردون وناشطون عرب على الطيار الأمريكي آرون بوشنيل (25 عاما)، بعد إضرام النار في جسده احتجاجا على ما يحدث من "إبادة جماعية" في غزة، وسط إشادات عربية.
في الوقت ذاته تجاهلت وسائل إعلام أمريكية شهيرة للحيثيات التي أدت إلى وفاة بوشنيل، والمتمثله في تضامنه مع غزة وفلسطين.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشن الكيان الصهيوني حربا مدمرة بدعم أمريكي على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء وتسببت بدمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".
في 17 ديسمبر 2010، أقدم التونسي محمد البوعزيزي، على إضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة السلطات المحلية لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وعدم قبول شكواه.
وبعد 14 عاما، أعلنت شرطة واشنطن، الاثنين، وفاة الأمريكي آرون بوشنيل الذي أضرم النار بنفسه أمام السفارة الصهيونية "تنديدا بالإبادة الجماعية" في غزة.
وقالت إدارة شرطة العاصمة الأمريكية، في بيان، الاثنين، إن العسكري في القوات الجوية الأمريكية آرون بوشنيل، فارق الحياة بعد إضرامه النار بنفسه.
وتوجه بوشنيل نحو السفارة الصهيونية في واشنطن، ولدى وصوله سكب وقودا على رأسه وأضرم النار في نفسه وهو يصرخ مرارا "الحرية لفلسطين" حتى توقف عن التنفس.
وقبيل إضرامه النار بنفسه، قال بوشنيل: "سأنظم احتجاجا عنيفا للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيرا بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم".
وأظهرت المشاهد أحد أفراد شرطة السفارة وهو يقول لبوشنيل "هل يمكنني مساعدتك؟" و"استلق على الأرض"، فيما يقول الشرطي الآخر "نحتاج إلى مطفأة حريق وليس مسدسا".
وكانت عبارة الجندي الأمريكي من الكلمات المتداولة بقوة في منصة إكس بعدة دول عربية، وكتب حساب بعنوان labnan الموثق بمنصة إكس قائلا: "توفي بوعزيزي أمريكا".
وتساءل حساب باسم عبد الرحمن عامر :"هل سيكون آرون بوشنيل محمد بوعزيزي، هل حان الوقت لربيع أمريكي .. أوروبي".
وقال حساب أحمد الجهيني: "بوعزيزي أمريكا اعترض على عربدة أمريكا ومات وهو يقول الحرية لفلسطين".
وكذلك وصفه حساب باسم موسى مازن قائلا: "أظن بوعزيزي بعث من جديد في أمريكا".
وقالت الصحفية ديما الخطيب عبر حسابها بمنصة إكس: "وسائل الإعلام الغربية تنقل خبر الجندي الأمريكي آرون بوشنيل الذي أحرق نفسه حتى الموت احتجاجاً على دعم حكومته للإبادة الجماعية، وآخر كلماته "فلسطين حرة"، دون ذكر كلمة فلسطين أو غزة أو إبادة جماعية في عناوينها".
وأضاف: "صحافة العار تريد تمييع احتجاج هذا الشاب الذي ضحى بحياته لإيصال رسالة".
وانتقدت الكاتبة العربية، سمر جراح عبر حسابها بمنصة "إكس" التعتيم الأمريكي، قائلة: "الخبر على صفحة نيويورك تايمز. لا ذكر لفلسطين أو غزة".
وأضافت: "خبر موقع سي إن إن يقول عضو في سلاح الجو يشعل النار بنفسه خارج سفارة إسرائيل في واشنطن. لا ذكر لغزة أو الإبادة في عنوان الخبر".
وعن أثر ذلك أضافت جراح: "رغم كل محاولات الإعلام الربحي التعتيم وإنكار فداحة معنى ما فعله آرون بوشنيل على السياسة الداخلية في أمريكا، إلا أن اسمه تريند في تويتر أمريكا #AaronBushnell " مضيفة: "تخيلوا أثر هذه العملية على الشباب المتحمس لصالح غزة وكل القضايا العادلة الداخلية والخارجية".