"رأينا الهول في باريس بشأن أرشيف الاستعمار"

+ -

 أكَد لحسن زغيدي رئيس فريق الباحثين الجزائريين الذي يشكَل "لجنة الذاكرة"، أن عملها مع فريق الباحثين الفرنسيين بقيادة بنجامين ستورا، "يجري بشكل هادئ وواع، بهدف الوقوف عند كل المواد التي تعرضت للنهب ذات الصلة بالأرشيف، بغرض استعادتها".

وقال زغيدي في ندوة نظمتها الإذاعة العمومية، بمناسبة مرور 79 سنة على مجازر 08 ماي 1945 بثتها، اليوم الأربعاء، أن الباحثين من الفريقين "يجب أن يتصرفوا بصفتهم الأكاديمية فهم لا ينتمون إلى أي من التيارات السياسية، ولا يتلقون أي توجيهات سياسية، بل يتبنون الطرح الأكاديمي والعلمي والمنطقي والموضوعي والشفاف.

الطرح الذي لا يتعارض مع المنطق والقوانين". وانتقد زغيدي شروطا تضعها السلطات الفرنسية، مقابل تسليم الجزائريين ما يريدونه بشأن الأرشيف.

وقال بهذا الخصوص: "واجهتنا صعوبات من الجانب الفرنسي، تتعلق بتلك القوانين التي تعتبر أن كل ما نقل إلى فرنسا من مسروقات ومنهوبات وغيرها، جزء لا يتجزأ من السيادة الفرنسية"، في إشارة ضمنيا، إلى رفض الفرنسيين تسليم سيف وبرنوس الأمير القادر المحتجزين بقصر أمبواز، بحجة أن ذلك يتطلب استصدار قانون.

 وعاد زغيدي إلى الاجتماع الذي عقده الفريقان في قسنطينة في نوفمبر 2023، مبرزا أن "الطرف الفرنسي تعهد بتسليم 02 مليون وثيقة بالإضافة إلى الوثائق التي جرى نقلها وتعود إلى ما قبل 1830". أما عن اجتماعهما في باريس شهر فيفري 2024، فقد سبقه، حسب زغيدي، زيارة ميدانية للباحثين الجزائريين إلى العاصمة الفرنسية دامت 13 يوما .. "فقد تنقلنا إلى كل المناطق والمراكز التي يتواجد فيها الأرشيف ورأينا هول الهول"، من دون توضيح ما يقصد.

ولفت إلى أن الجانب الجزائري، أبلغ مسؤولي هذه المراكز تمسكه باسترجاع الأرشيف، قائلا:" أتعهد بأن اللجنة ستسعى إلى استعادة كل الأرشيف، ولو بقي منه ورقة واحدة كتبت في الجزائر". وتابع زغيدي بأن الباحثين الجزائريين طالبوا، في اجتماع باريس، تحديد أنواع وأصناف الـ 02 مليون وثيقة، والمواضيع التي تتناولها ومكان تواجدها. موضحا بأن الفرنسيين أبلغوا اللجنة أنها مواد مرقمنة "وقد أكدنا لهم أننا لا نعارض التكنولوجيا والرقمنة، فهي تسهل عمل الدارسين، لكن الرقمنة لا يمكن أن تعوَض الأرشيف الأصلي الذي لن نتنازل ولن نغفل عنه، ولو تعلق الأمر بورقة واحدة كتبت بالجزائر"، يقصد أن الجزائر لن تكتفي باستلام النسخ الإلكترونية من الأرشيف، وإنما تصرَ على الأصلية منها.

 ووفق تصريحات زغيدي، استوضح فريقا الباحثين "كل هذه الأمور وتوقفنا عندها بدقة، وبعد الوقفة البيَنة لما تقرر في قسنطينة سيكون لنا بعد 15 يوما، لقاءا عمليا إجرائيا بالجزائر لا يمكنني الإفصاح عن تفاصيله حاليا".

 للتذكير تضم مجموعة الجزائر التي تشتغل على "الذاكرة"، المؤرخ امحمد القورصو، وجمال يحياوي مدير المركز الوطني للدراسات والبحث حول الحركة الوطنية وثورة الاستقلال، وعبد العزيز فيلالي، أستاذ بالجامعة وصاحب مؤلفات عديدة حول الاستعمار، وإيدير حاشي باحث من جيل ما بعد الاستقلال، متخصص في التاريخ، بالإضافة إلى لحسن زغيدي المدير السابق لمتحف المجاهد.

 وجرى اتفاق على إنشاء لجنتين تتكفلان بتقريب وجهتي النظر الجزائرية والفرنسية، حول قضايا الذاكرة وتاريخ الاستعمار، خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الجزائر في أوت 2022.