الموقف الأمريكي.. ضوء أخضر لمواصلة حرب الإبادة برفح

38serv

+ -

صور جثث شهداء محرقة رفح التي استهدف فيها جيش الاحتلال خيما للاجئين، لا تختلف عما شاهده العالم على مدار ثمانية أشهر مع العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وخلف أكثر من 35 ألف شهيد، لكنها تمثل شاهد إثبات على همجية ونازية دولة الاحتلال الصهيوني، وعلى تواطؤ الدول الغربية - وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الرسمي للإبادة في غزة - وتخاذل الأنظمة العربية في نصرة القضية الفلسطينية ووقف العدوان عليهم وتورط دول عربية في العدوان دبلوماسيا وإعلاميا وحتى عسكريا.

ما يعيشه الفلسطينيون في رفح اليوم من هجمة عسكرية انتقامية، تهدف إلى إبادة أكبر عدد من الفلسطينيين، تكشف من جديد الوجه الحقيقي للعقيدة الإرهابية للجيش الصهيوني، الذي لا يمت بصلة لا هو ولا دولته بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان التي دأب على ترويجها الإعلام العبري والغربي، وحتى العربي المنخرط في التطبيع، وفضح حقيقة أهمية هذه القيم والتمسك بها والدفاع عنها بالنسبة للدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تزال تبرر للإبادة الصهيونية في غزة وتمونها عسكريا وتمولها ماديا.

الدور الغربي، باستثناء دول موقفها متقدم ويمكن أن نذكر النرويج والدنمرك وايرلندا واسبانيا وبلجيكا، حاسم ومحوري في العدوان الصهيوني على غزة، من جهة قدم كل التبريرات الممكنة منذ بداية الحرب للجيش الصهيوني لشن عدوانه، بداعي الدفاع عن النفس، ويواصل في موقفه المخزي بالتبرير لمواصلة الإبادة وتقديم الحصانة للكيان في مجلس الأمن بإفشال كل القرارات التي من شأنها أن لا تتماشى وأجندة الاحتلال وواشنطن في غزة، وبالطبع تقديم الدعم المالي والعسكري لحملة الإبادة.

وكانت صحيفة واشنطن بوست قد كشفت عن أن الولايات المتحدة الأمريكية وافقت على أكثر من 100 صفقة مبيعات سلاح لإسرائيل، وسلمتها لها منذ بداية حربها المدمرة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر العام الماضي.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن المبيعات تضمنت آلاف الذخائر الموجهة، والقذائف الخارقة للتحصينات، وغيرها من المساعدات الفتاكة، وفي عز الحرب منحت الولايات المتحدة مساعدات مالية قدرت بـ 26 مليار دولار وجهت للمجهود الحربي وتحديث مخزون الأسلحة.

إن الدعم الأمريكي المطلق للكيان الصهيوني هو الذي جعل هذا الأخير يواصل حربه المطلقة على كل ما هو فلسطيني، ليس في غزة فقط، ولكن في كل شبر من أراضي فلسطين التاريخية، فما يجري في الضفة الغربية من استهداف للفلسطينيين وتقتيلهم وحرق ممتلكاتهم، وما يجري في أراضي 48 والقدس، لا يختلف في الجوهر عما يجري في غزة، وإن كانت غزة تستحوذ على القدر الأكبر من القتل والانتقام الصهيوني، في ظل قدرة المقاومة على تسيير المعركة على الأرض وفرض منطقها، وتمكنها في إظهار مدى عجز وقصور الأداء العسكري للجيش الصهيوني في إحراز أي منجز على الأرض، فقط نجاحه وباقتدار في إظهار وحشيته ونازيته في تقتيل الأبرياء، وهو ما لا تقوم به الجيوش التي ترتكز على عقيدة عسكرية تحركها قيم إنسانية تحريرية، وهو ما لا ينطبق على الجيوش الاستعمارية وما تفعله في حق الشعوب المستعمرة كما هو الحال في فلسطين وفي الصحراء الغربية.

ما يجري من إبادة في رفح، يذكّر المجموعة الدولية بحقيقة دولة الاحتلال الصهيوني وفكرها الإرهابي، ويذكّر كذب ونفاق الدول الغربية المتآمرة مع الكيان والمتورطة في مجازره، وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تعد الراعي الرسمي للإبادة الصهيونية في غزة.

بالرغم من التقارير الحقوقية وشهادات المنظمات الإنسانية العاملة في مجال الطب والإعلام، التي تؤكد كلها أن ما يجري في غزة إبادة مكتملة الأركان، إلا أن بالنسبة لواشنطن وللرئيس جو بايدن بأنه لا توجد إبادة، وفي آخر تصريح له قال بايدن خلال فعالية شهر التراث اليهودي الأمريكي في البيت الأبيض: "ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية.. نحن نرفض ذلك"، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل هناك من الساسة الأمريكيين من طالب بضرب غزة بالسلاح النووي.

 

كلمات دلالية: