+ -

 شكلت نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي في فرنسا مفاجأة صادمة للساحة الفرنسية والأوروبية على حد السواء، بعدما تأكد حصول حزب “الجبهة الوطنية” اليميني المتطرف على الصدارة، هازما بذلك الحزب الاشتراكي الحاكم وحزب اتحاد من أجل حركة شعبية المعارض، وبقية التشكيلات السياسية، بما فيها اليسار البيئي المعتاد على تحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات الأوروبية.يأتي فوز اليمين المتطرف الفرنسي بنسبة تمنحه ما بين 23 إلى 25 مقعدا من البرلمان الأوروبي، ليؤكد مؤشرات الاستياء الشعبي في فرنسا من الحزب الاشتراكي الحاكم، وذلك بعد الهزيمة الكبيرة التي حظي بها حزب الرئيس فرانسوا هولاند في الانتخابات التشريعية، ليتأكد مرة أخرى صعود حزب مارين لوبان المناهضة للاتحاد الأوروبي.وتأتي نتيجة انتخابات البرلمان الأوروبي في فرنسا لتفتح المجال أمام الحزب اليميني المتطرف لتشكيل أول كتلة سياسية فرنسية بالبرلمان الفرنسي مناهضة للاتحاد الأوروبي، باعتبار أن القانون يتيح لكل تحالف يضم 25 مقعدا في البرلمان بتشكيل كتلة سياسية يكون لها نفوذها في التصويت على القرارات.ويرى المراقبون أن مع فوز حزب اليمين المتطرف في فرنسا، فإن أصوات اليمين تعززت باعتبار أنها جاءت لتضاف إلى المقاعد التي فازت بها أحزاب اليمين المتطرف في كل من النمسا، الدانمرك، المجر واليونان، في تأكيد على أنه وإن ظل هذا التيار العنصري والمعادي للاتحاد الأوروبي أقلية بالنظر لاستمرار استحواذ أحزاب اليمين المعتدل واليسار على أغلبية مقاعد البرلمان الأوروبي، إلا أن زيادة عدد مقاعد اليمين التي انتقلت من 25 لكل أحزاب اليمين الأوروبية إلى ما يفوق 40 مقعدا، من شأنها التأثير على قرارات البرلمان الأوروبي.من جانب آخر، قال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو، أمس، إن القوى السياسية التي قادت ودعمت الخطوات الضرورية للمواجهة المشتركة للأزمة المالية، حققت بشكل عام الفوز مجددا في انتخابات البرلمان الأوروبي، وأضاف باروسو الذي تنتهي مدة ولايته رئيسا للمفوضية في أكتوبر المقبل في بيان أن “هذه الأحزاب بالتأكيد صاحبة التمثيل الأكبر في البرلمان الأوروبي”، مشيرا إلى أن النتائج تظهر إمكانية تشكيل أغلبية “قوية وعملية للغاية” في البرلمان.وأوضحت النتائج الأولية التي أعلن البرلمان الأوروبي عنها، فوز حزب الشعب الأوروبي المحافظ بأغلبية مقاعد البرلمان، وذلك بحصوله على 212 مقعدا من إجمالي مقاعد البرلمان البالغ عدده 751 مقعدا، يليه التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين الذي نال 187 مقعدا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: