المجموعة الخامسة: سويسرا - الإكوادور - فرنسا - الهندوراس

+ -

 يهدف المنتخب السويسري عند انطلاق مغامرته في المجموعة الخامسة التي تضم أيضا فرنسا والإكوادور والهندوراس إلى تسجيل أفضل النتائج الإيجابية للتأهل إلى الدور الثاني وتعويض الإقصاء مبكرا في الدورة السابقة بجنوب إفريقيا، رغم بدايته الممتازة آنذاك بعد تغلبه على البطل إسبانيا بنتيجة 1/0. وتوجهت سويسرا إلى البرازيل بلاعبين معظمهم من أصول أجنبية.ومن طرائف سويسرا في مختلف مشاركاتها السابقة في المونديال ما حصل لها في دورة 2006 بألمانيا، عندما أقصيت في الدور الـ16 على حساب أوكرانيا دون أن يتلقى مرمى منتخبها أي هدف في المباريات الأربع التي لعبها. وتعد سويسرا أول منتخب في تاريخ كأس العالم يقصى من المنافسة دون أن يتلقى مرماه أي هدف. وفي الدورة الأخيرة بجنوب إفريقيا، غادر منتخب سويسرا من الدور الأول بعد اكتفائه بتسجيل هدف واحد في مرمى إسبانيا وقبوله لهدف واحد أمام التشيلي ونهاية مباراته الأخيرة أمام الهندوراس بالتعادل السلبي. وسبق لسويسرا التأهل تسع مرات كاملة إلى كأس العالم لكن في جميع مشاركاتها لم تتخط الدور ربع النهائي، وهو ما تطمح إليه في دورة البرازيل، خاصة أن اجتياز الدور الأول لن يكون صعبا بالنسبة لأشبال المدرب أوتمار هيتسفيلد. وبخصوص مسيرة التأهل إلى هذا العرس، فقد كان بعد تصدر المجموعة الخامسة عن جدارة واستحقاق على حساب منتخبات جيدة في صورة سلوفينيا والنرويج. وعن طريقة لعب المنتخب، فإنه يعتمد على الرسم التكتيكي (4 ـ 2 ـ 3 ـ 1)، مع التعويل على خدمات لاعبين ينشطون في أقوى الأندية الأوروبية في صورة ليختشتاينر مع نادي جيوفنتوس وفالون بيرهامي مع نادي نابولي. ويعتمد تكتيك سويسرا على اللياقة البدنية العالية، مع بقاء رباعي الخط الدفاعي في مراكزهم دون السماح لهم بالصعود لإعطاء الإضافة العددية. وبخصوص نقاط قوة المنتخب السويسري، فإنها تكمن في الاستغلال الجيد للكرات الثابتة لتسجيل الأهداف، مع إظهار صلابة دفاعية في المباريات التصفوية. ومن نقاط الضعف نقص خبرة غالبية اللاعبين بدليل عدم الحفاظ على التقدم في النتيجة بكثير من المباريات.ويشرف على المنتخب المدرب الألماني هيتسفيلد (65 سنة) صاحب الإنجازات الكثيرة في عالم التدريب، بعد تتويجه سابقا بلقب بطولة ألمانيا سبع مرات كاملة زائد التتويج بلقب رابطة أبطال أوروبا.ومن أبرز لاعبي سويسرا نجد المتألق في نادي بايرن ميونيخ، الألماني شيردان شاكيري، الذي يمتاز بالمهارة والمراوغات في التخلص من المدافعين، وبالرغم من بنيته الجسمانية الضعيفة وقصر قامته (1.69 متر)، إلا أنه من الصعب فرض رقابة لصيقة عليه عند الانطلاق بسرعة نحو مرمى المنافسين، ويمتاز أيضا بالتسديدات القوية المصوبة برجله اليسرى.

الهندوراسالهدف.. تحقيق فــوز تاريـخي سبق لمنتخب الهندوراس المشاركة في نسختين سابقتين في كأس العالم، الأولى سنة 1982 بإسبانيا والثانية سنة 2010 بجنوب إفريقيا. ومن ناحية الأرقام، فإنه لم يحقق أي فوز له في الدورتين المذكورتين، ما يعني بأن هدفه الرئيسي في دورة البرازيل هو تحقيق أول انتصار تاريخي. والأكثر من ذلك، فإن هذا المنتخب لم يمتلك في مشواره الكروي أي لاعبين نجوم بارزين في مختلف الأندية الأوروبية، وهو ما يظهر صعوبة مأمورية الهندوراس في التأهل إلى الدور الثاني، في ظل تواجد فرنسا وسويسرا والإكوادور. وبخصوص مسيرة الهندوراس في التأهل إلى البرازيل، فقد كانت بعد احتلالها صدارة الترتيب برصيد 11 نقطة في المجموعة الثالثة من تصفيات القارة الأمريكية الشمالية والوسطى ومن ورائها منتخبي بنما وكندا، ما جعلها تتأهل إلى الدور الأخير من التصفيات وتنجح في خطف التأهل المباشر بعد احتلالها الصف الثالث خلف الولايات المتحدة الأمريكية وكوستاريكا.وبالعودة إلى تاريخ مشاركتي الهندوراس السابقتين، فإنها نجحت في إحداث مفاجأة من العيار الثقيل في دورة إسبانيا 1982، عندما فرضت التعادل الإيجابي 1/1 في أولى مباريات المجموعة الخامسة أمام البلد المنظم في الدور الأول، قبل تحصيل نفس النتيجة في المباراة الثانية إيرلندا الشمالية ثم الهزيمة في اللقاء الأخير أمام يوغسلافيا بهدف مقابل صفر، ما جعلها تغادر مبكرا. وفي الدورة الأخيرة بجنوب إفريقيا، فإن الهندوراس كانت ضيفا خفيفا بدليل مغادرتها من الدور الأول بعد خسارتها في اللقاء الأول أمام التشيلي بهدف نظيف وهزيمة ثانية أمام إسبانيا بنتيجة 2/0 قبل التعادل السلبي في المباراة الأخيرة أمام سويسرا.  ويشرف على المنتخب المدرب الكولومبي فرناندو سواريز (54 سنة)، منذ 2011، الذي يمكن القول بأنه أدى مهمته كاملة بعد النجاح في التأهل إلى مونديال البرازيل في ظل إمكانات محدودة جدا، وستكون مهمته الرئيسية قيادة المنتخب نحو الفوز لأول مرة في كأس العالم، ويعتمد في طريقة اللعب على انتهاج الخطة الكلاسيكية (4 ـ 4 ـ 2)، مع التعويل كثيرا على اندفاع لاعبي الدفاع والوسط نحو الهجوم لخلق الإضافة العددية في منطقة الخصوم، وأهم ما قام به هذا المدرب عند تحديده القائمة النهائية للاعبين استعانته بعدد من لاعبي تشكيلة المنتخب لأقل من 22 سنة، المتأهل إلى دورة أولمبياد لندن سنة 2010.ولا تضم الهندوراس في صفوفها لاعبين متألقين في أقوى البطولات العالمية، لكنها تحوز بعض العناصر القادرة على رفع راية التألق في سماء “السامبا” كلاعب هال سيتي الإنجليزي، ماينور فيجيروا، صاحب 102 مشاركة دولية، والمدافع إيميليو إيزاجيري الذي تحصل على لقب أحسن لاعب في الدوري الاسكتلندي سنة 2011.ومن أهم نقاط قوة هذا المنتخب عدم استسلامه في المباريات بدليل تسجيل غالبية أهدافه في الأشواط الثانية من مباريات التصفيات، من خلال استغلاله الجيد لتنفيذ الركنيات، بسبب التموقع الممتاز للاعبين داخل منطقة العمليات. وعن نقاط الضعف، فإنها تتجلى في العقم الهجومي وأكبر دليل على ذلك احتلال المرتبة الأخيرة في دورة جنوب إفريقيا من ناحية عدد بناء الحملات الهجومية وعدم تسجيل أي هدف في المباريات الثلاث. فرنسامنتخب “الديكة” تحت الصدمة لن يكون النجم الأول في المنتخب الفرنسي، فرانك ريبيري، معنيا بمشاركة منتخب بلاده في دورة البرازيل، بعد إعلان المدرب ديديه ديشامب، مؤخرا، عن استبعاده النهائي من القائمة النهائية، بسبب معاناته من إصابة في الفخذ، وهو ما جعل اللاعب يتأثر كثيرا، خاصة أنه كان ينتظر مباشرة بعد نهاية العرس العالمي الإعلان عن اعتزاله الدولي بسبب بلوغه حاليا 31 سنة، وهي الإصابة التي كانت بمثابة الضربة الموجعة التي تلقتها الجماهير الفرنسية نظرا لمكانة المتألق في نادي بارين ميونيخ الألماني، بعد سلسلة من المشاكل التي عاشها منتخب “الديكة” في فترة التحضيرات بعد حذف اسم صانع الألعاب سمير ناصري من القائمة النهائية.وبالعودة إلى تاريخ مشاركات فرنسا في المونديال، فإنها كانت مشرفة إلى حد بعيد على مدى عشرين مشاركة عالمية، أبرزها التتويج باللقب الغالي في دورة 1998 على حساب المنتخب البرازيلي بثلاثية نظيفة، والأكثر من ذلك، بلوغ الدور النهائي في دورتي 1982 بإسبانيا و1986 بالمكسيك.ويعتمد المدرب ديديه ديشامب على طريقتين في اللعب (4 ـ 2 ـ 3 ـ 1) أو (4 ـ 3 ـ 3 )، من خلال الاعتماد على خط وسط ميدان قوي بقيادة اللاعب المتألق في نادي جيوفنتوس الإيطالي بول بوجبا ويوهان كاباي وبليز ماتيودي. ويتميز الثلاثي بقوة جسدية وسرعة فائقة في بناء الهجمات المعاكسة، والأكثر من ذلك التعويل على الكرات القصيرة في الوصول إلى مرمى المنافسين وبناء الهجمات من الخط الدفاعي، دون إغفال نقطة الذكاء التكتيكي للمدرب ديشامب في تحويل الكفة لصالح فريقه في الأوقات الصعبة في المباريات، بدليل ما فعله في مباراة العودة من الدور الفاصل أمام المنتخب الأوكراني، ما جعله يحظى بثقة الجماهير الفرنسية.ويمتلك ديديه ديشامب رصيدا شخصيا ثريا سواء كلاعب أو مدرب، والبداية تتويجه كقائد منتخب بلاده باللقب الغالي في دورة 1998، ومباشرة بعد اعتزال اللعب دوليا قبل التحول إلى مدرب ونجح في قيادة فريق موناكو إلى الدور النهائي لكأس رابطة أبطال أوروبا والخسارة أمام نادي بورتو البرتغالي، وبعدها النجاح مع نادي عاصمة الجنوب أولمبيك مرسيليا في الفوز بلقب البطولة سنة 2011.ويضم المنتخب الفرنسي كثيرا من اللاعبين المتألقين تقريبا في جميع المناصب دون استثناء، حيث نجد في حراسة المرمى هوجو لويس وفي الدفاع المتألق رافاييل فاران وفي الوسط بوجبا، أما الهجوم فنجد بن زيمة وجيرو. ومن أهم نقاط القوة تكمن في الدفاع الجيد والحفاظ على التقدم في النتيجة، مع تسجيل الأهداف من خارج منطقة الجزاء. والمشكلة الكبيرة التي يعاني منها المنتخب الفرنسي إهدار الفرص الكثيرة أمام مرمى المنافسين وعدم دخول أجواء المباريات سريعا، مع تلقي الأهداف عن طريق الكرات العرضية الهوائية. الإكوادورالمهمة ليست مستحيلة  يضع كثير من المختصين منتخب الإكوادور في خانة الأضعف بين المنتخبات الستة المشاركة في مونديال البرازيل من أمريكا الجنوبية. والأكثر من ذلك، فإن الكثيرين يرون بأن هذا المنتخب يستغل لعب مباريات التصفيات في ميدانه بالعاصمة “كيتو” المرتفعة بشكل كبير جدا عن سطح البحر لإلحاق الهزيمة بالمنتخبات المنافسة التي لم يتعود لاعبوها على إجراء المباريات الرسمية في مثل هذه الظروف، وبالتالي فإنهم يؤكدون بأن الإكوادور يمتلك أفضيلة الموقع الجغرافي لضمان تواجده في العرس العالمي. لكن المدرب الكولومبي للمنتخب، رينالدو رويدا، يرى بأن تأهل المنتخب إلى مونديال البرازيل كان بفضل تواجد لاعبين ممتازين وليس بسبب الارتفاع عن سطح البحر.وبداية ظهور الإكوادور في كأس العالم كانت في دورة 2002 بكوريا واليابان، وفشل الفريق في تخطي الدور الأول بعد الهزيمة أمام إيطاليا والمكسيك. بعدها تحسنت نتائج الفريق في دورة ألمانيا 2006، عقب نجاحه في المرور إلى الدور الـ16 بعد تأهله من المجموعة الأولى التي ضمت ألمانيا وبولندا وكوستاريكا، قبل الإقصاء بهدف يتيم على يد المنتخب الإنجليزي. ومسيرة تأهل الإكوادور إلى دورة البرازيل كانت بعد احتلاله المرتبة الرابعة المؤهلة مباشرة من تصفيات أمريكا الجنوبية، بعد حصده 25 نقطة كاملة متفوقا على الأورغواي بفارق الأهداف ويضمن السفر مباشرة نحو كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه.وسيكون أمام المدرب الكولومبي رينالدو رويدا مع الإكوادور، فرصة المشاركة في المونديال لثاني مرة على التوالي بعد قيادته منتخب الهندوراس في الدورة السابقة بجنوب إفريقيا، ما يعني مواجهة أشباله السابقين في الدور الأول بعدما أسفرت القرعة على تواجد منتخبه الحالي الإكوادور مع منتخبه السابق الهندوراس في مجموعة واحدة.وعن طريقة لعب المنتخب، فإن المدرب رويدا يعتمد بشكل كبير على الانطلاقات السريعة للجناحين بهدف صنع الخطورة على مرمى المنافسين، حيث يعتبر الجناح الأيمن فالنسيا والجناح الأيسر جيفرسون مونتيرو مفاتيح اللعب نظرا لتمتعهما بالسرعة الفائقة خاصة في بناء الهجمات المعاكسة. ويتميز منتخب الإكوادور باللعب الهجومي من خلال فتح اللعب أمام أقوى المنافسين، لكن ذلك لا يعني بأنها لا تمتلك دفاعا صلبا بدليل الأرقام الجيدة المسجلة في التصفيات بعد تلقي 16 هدفا في 16 مباراة بمعدل هدف واحد في المباراة الواحدة.ومن أهم نقاط قوة المنتخب تسجيل الأهداف في مرمى المنافسين عبر الرأسيات، ما يعني لعب العرضيات من الجناحين بشكل جيد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: