38serv

+ -

 مضى اليوم الرابع في أجواء مدينة “كان” السينمائية الرائعة والدافئة هذه الأيام على غير العادة، حيث أبت أشعة الشمس إلا أن تحتفل بالموسم السينمائي، ولايزالفي جعبة المهرجان عدة أفلام أغلبها فرنسية وإيطالية.ومن المتوقع أن يُعرض اليوم اثنان من الأفلام الفرنسية المتنافسة على جائزة السعفة الذهبية، وهي “ملك السوق” للمخرج ستيفان يريزي، وكذا فيلم “مارغريت وجوليان”، وهي حكاية جديدة من ذكريات المراهقة والعلاقات العاطفية والإنسانية. لايزال حمزة رفقة مجموعة من أصدقائه وزملائه المهاجرين من أصول جزائرية، يقف أمام البوابات الرئيسية لمهرجان “كان” للمشاركة في تأطير فعاليات الحدث السينمائي الأبرز في العالم، حيث لا تستغني إدارة المهرجان عن اليد العاملة العربية خلال التظاهرة التي تجمع سنويا حوالي 20 ألف زائر رسمي بين صحفي، مخرج، ممثل ومهتم بعالم الفن السابع. الجزائريون بلهجتهم العاصمية والوهرانية وحتى المغربيون والتونسيون هم الأكثر حضورا في التنظيم، حيث ترتسم على محياهم ابتسامة عريضة في حال ما عرفوا أنك جزائري أو عربي الجنسية.أربعة أيام من التنافس والقصصكان يا مكان.. حكايات المراهقة.. الهجرة والعشق الممنوعتميّزت العروض السينمائية التي قدمت خلال الأيام الأربعة الأولى لمهرجان “كان” السينمائي الدولي 2015، سواء في فئة المسابقة الرسمية المتنافسة على السعفة الذهبية أو في فئة مسابقة “نظرة ما” التي يترأس لجنة التحكيم فيها المخرج الموريتاني عبد الرحمان سيسايكو، بتناول الأفلام مواضيع الهجرة، اليهود وأيضا البحث في دفاتر الطفولة والمراهقة، كما عادت أفلام الشذوذ الجنسي إلى الواجهة مجددا، عبر قصة “كارول” للمخرج الأمريكي “تود هايز” الذي أعاد بفيلمه الطويل أجواء فيلم “حياة أديل” والرؤية الإخراجية للتونسي عبد اللطيف كشيش الذي توّج بالسعفة الذهبية سنة 2013.حمل اليوم الرابع من العروض السينمائية في إطار برنامج أفلام “سارتان روغار” عدة نكهات عربية. ويعدّ الفيلم الذي عرج على حكاية “الحراس الشخصيين” أو “البودي غارد”، كأنه أعد خصيصا تكريما لحراس بوابات المهرجان الذين ينحدر معظمهم من أصول عربية، مفارقة حقيقية في ظل الأخبار السياسية التي يرمي بها رجال اليمين الفرنسي وعملية “شارلي إيبدو”، فالمهاجر العربي كما يسرده الفيلم هو نصير الأمن، المدافع عن الوزراء وحامي الديار. فعبر مشاهد الفيلم الفرنسي “ديزوردر” للمخرج “أليس وينكو”، مضت حكاية “فانسنت” أدى دوره الممثل “ماثيوس سشونارتس” رفقة أصدقائه الجنود من أصل عربي، من معارك الحلف الأطلسي ضد تنظيم القاعدة إلى الشقق الفاخرة التي يسكنها الوزراء وكبار المسؤولين في فرنسا. فعون الأمن، كما قدمه الفيلم، رجل مخلص وقوى، حتى النهاية التي جاءت هادئة توحي بأنها سعيدة. فزوجة المسؤول التي اضطرت إلى مغادرة البيت باتجاه كندا، هربا من مطاردة أفراد العصابة للانتقام من زوجها “تاجر السلاح”، وقعت في النهاية في حب عون الأمن، دون أن تحدد تفاصيل العاطفة بشكل كامل.المرأة دائما في مقدمة أجندة “كان”حكاية المرأة في أفلام مسابقة مهرجان “كان” هذا العام كانت الأبرز، الصدفة أم الحسابات السياسية التي جعلت من المرأة القضية الأساسية لهذا العام؟ رافقها تتويج خاص من طرف إدارة المهرجان للمخرجة الفرنسية “أنياس فاردا” التي سيتم منحها السعفة الذهبية خلال الحفل الختامي للدورة الثامنة والستين لمهرجان “كان”، ما يجعلها المرأة الأولى التي حصلت على هذه الجائزة الهامة، حيث لم يحصل على هذا التكريم العالي سوى “وودي ألن” العام 2002، كلينت إيستوود العام 2009 وبرناردو برتولوتشي العام 2011 على يد المجلس الإداري لمهرجان “كان”. هذه الجائزة تقدم لمخرج مشهور قام بعمل مهم على الصعيد العالمي ولم يحصل قط على السعفة الذهبية. بدا حضور المرأة في الفيلم الإيراني “ناهد” للمخرجة الإيرانية “ايدا باناهند”، العامل الأساسي الذي منح الفيلم شرف التنافس على جائزة برنامج “سارتان روغار” الذي ينظم في إطار فعاليات المهرجان. وركز الفيلم على تفاصيل صراع عاطفي واجتماعي تقوده المرأة الإيرانية. أعطى حضور فيلم “ناهد” من بطولة الممثلة الإيرانية سارة بايت، في إطار المسابقة الرسمية لبرنامج “سارتان روغار”، ورقة جديدة للسفر عبر دفاتر الحياة الأسرية في المجتمع الإيراني المتحفظ، فالطلاق يجعل من المرأة آلة تعمل خارج القانون، ويجعلها أيضا سجينا بلا تهمة، كما يحكي الفيلم طيلة ساعة وخمس وأربعين دقيقة، تفاصيل القوانين في إيران التي تبدو قاسية ولا ترحم المرأة، إلا أن إرادة الحياة تبقى الأقوى أمام دساتير تقدس حقوق الرجل.“كان” ينتصر للعاطفة الهادئة على الإثارةلم تخرج حكايات المسابقة الرسمية لأفلام الدورة 68 لمهرجان “كان” السينمائي، لاسيما الأفلام الفرنسية، عن الواقع الإنساني. حكايات إنسانية تحمل في طياتها شيفرة السياسة العالمية، من مواضيع المهاجرين، إلى المثلية الجنسية، وحتى دفاتر “الهولوكوست” التي قدمها المخرج المجري “لازلو نيميس” في تجربته الأولى في المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلم حمل عنوان “ابن الروح”، يحكي حكاية أسير يهودي بمعسكر “أوشفيتز” في المجر أثناء الحرب العالمية. غير أن المخرج الأمريكي “توود هاينس” الذي سبق أن نال سنة 1989 جائزة الإبداع الفني في مهرجان “كان” عن فيلمه “فيلف غلودمين”، اتجه فيما يبدو في فيلمه الجديد “كارول”، المتنافس على السعفة الذهبية، للرد على دورة 2013، من خلال الطرح الجديد لموضوع المثلية الجنسية. عرف المخرج كيف يخرج الأفلام التي تتناول موضوع المثلية الجنسية من عباءة الغريزة ويضعها في ثوب العاطفة التي دفعت بالجمهور إلى التصفيق بحرارة على قصة ربما لم يتصالح المجتمع والعالم معها بشكل كامل.يحكي المخرج في فيلمه “كارول” التي جسدت دورها الممثلة الأسترالية “كيت بلونشيت”، قصة امرأة تقف أمام ثلاثة مشاعر مختلفة، الأم المحبة والزوجة التي ملّت من رجل بلا روح وعودة نزوات الطفولة إلى ذاكرتها. جاء الفيلم بنكهة أفلام “كلاسيكيات” القرن الماضي، سواء من حيث الموسيقى أو الأداء أو الديكور، حيث تدور أحداثه في شتاء العام 1953 مع حلول مناسبة “عيد الكريسمس”. يشعر المشاهد بالسعادة في نهاية عرض الفيلم الذي تميز بألوان خمسينيات القرن الماضي، مع موسيقى خاصة قدمها “كارتر بير ويل”، وينسى الساعات الطويلة التي قضاها تحت الشمس، في انتظار الحصول على فرصة الدخول الذهبية إلى قاعة “مسرح لوميار الكبير” الذي قدم فيه العرض. يبقى السؤال الأساسي: إلى مدى ستنتصر لجنة التحكيم التي يرأسها الأخوان كوين للعمل الإبداعي الذي قدمه فيلم “كارول” بنكهة الرواية والقصة، إذا ما أدركنا أن الموضوع سبق أن طرح في فيلم “حياة أوديل” الذي توج بالسعفة الذهبية سنة 2013، مع اختلاف كبير في طريقة التناول، إذ ارتكز “كارول” على الطرح العاطفي الأنيق غير الصادم، عكس فيلم المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش “حياة أوديل”؟  أصداء اليوم الرابعالطابور ساعتين قبل أن تحظى بفرصة مشاهدة الفيلم فعلا كم هو جميل ومبهر عالم الفن السابع، البوكس أوفيس ومداخيل قاعات السينما العالمية لا شيء أمام مشهد طوابير الناس في مهرجان “كان”، فلهفة الجمهور لمشاهدة فيلم واحد على الأقل من الأفلام التي تعرض يوميا خلال دورة المهرجان الذي يستمر إلى غاية 24 من الشهر الجاري، تدفعهم إلى الوقوف في طوابير طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة هذه الأيام في مدينة “كان” الساحلية، مشاهد تعكس مدى أهمية السينما وروعتها.البساط الأحمر كل يوم حتى منتصف الليلعلى خلاف باقي المهرجانات، فإن الحدث السينمائي العالمي الذي تحتضنه مدينة “كان” الساحلية استثنائي بكل المقاييس، فمع توقيت السابعة والنصف تعود أجواء الافتتاح إلى البساط الأحمر بالموسيقى والمصورين الذين يواصلون التقاط الصور لنجوم الفن السابع الذين يسيرون كل يوم على البساط الأحمر. أمس كان الحدث مميزا مع نجوم فيلم “مون روا”، كل من” لويس غاريل” و”إيمانويل بيركو” و”فينسان كاسيل”.جناح الجزائر يعانق الجناح التونسي احتفل جناح الجزائر بمهرجان “كان”، أمس،  بمرور الذكرى الأربعين على تتويج المخرج الكبير لخضر حامينا بالسعفة الذهبية. ومن الصدف الجميلة في هذا اللقاء التحام الجناح الجزائري بالتونسي في أجواء مغاربية خاصة عرفت إقبال السينمائيين من العالم العربي، حيث رحبوا بشدة لاختيار لخضر حامينا رئيسا شرفيا لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات