38serv

+ -

 متاعب الجزائر مرشحة لتطول مع برميل متدن للنفط، حيث توقع خبراء ومسؤولون عن قطاع الطاقة، من بينهم المدير العام للشركة الفرنسية “توتال”، باتريك بوياني، أن يظل سعر البرميل منخفضا طوال السنتين الحالية والمقبلة، مع إمكانية استعادة البرميل توازنه في غضون 2017. وأشار مسؤول الشركة الفرنسية أن سعر البترول ينخفض والأمر لم ينته، مضيفا، ردا على سؤال حول تطورات الأسعار، “صراحة أعتقد أن الأسعار ستظل متدنية لفترة زمنية”، مستطردا أن “هنالك مؤشرات أساسية في سوق النفط، لاسيما مع فائض العرض، وإن عاد الطلب إلى الانتعاش بالنظر إلى ضعف الأسعار”. وفي نفس السياق، أجمع عدد من الخبراء في قطاع الطاقة على بقاء أسعار البترول ضعيفة، مع تسجيل فائض في العرض والإنتاج، فضلا عن الإبقاء على وتيرة عالية للإنتاج الأمريكي من النفط الصخري، وأضيف إليها عامل مقلق للأسواق يتعلق بتباطؤ نمو الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر المستهلكين للبترول، وهو ما دفع الأسعار إلى الأسفل.ورغم تسجيل البرميل تحسنا طفيفا، إلا أنه ظل تحت سقف 50 دولارا للبرميل، حيث بلغ أمس بالنسبة لمؤشر برنت بحر الشمال ما قيمته 48,19 دولار للبرميل لتسليمات شهر أكتوبر 2015. وبالمقابل، بلغ مؤشر ويست تكساس أنترميديات في بورصة نيويورك 43.26 دولار للبرميل لتسليمات أكتوبر أيضا، وقد انهارت أسعار النفط الأمريكي إلى ما دون 40 دولارا، إذ بلغ 39 دولارا للبرميل، وبلغت أسعار النفط الأسبوع الماضي أدنى مستوى لها منذ 2009، على خلفية مؤشرات تباطؤ الاقتصاد الصيني وقيام بكين بتخفيض عملتها “اليوان” مقابل الدولار. ويعزو الخبراء هذه التقلبات إلى تسجيل فائض معتبر في السوق، فمنظمة أوبك مثلا تتجاوز سقف إنتاجها بـ1,5 مليون برميل يوميا، والدول المصدرة خارج أوبك تتجاوز أيضا إنتاجها بحوالي مليون برميل، ما يعطي فائضا بحوالي 2,5 مليون برميل يوميا، يضاف إليه الزيادة المعتبرة للإنتاج النفطي الصخري الأمريكي.هذا الوضع سيضر بمصالح عدد من البلدان المصدرة التي تحتاج إلى موارد مالية معتبرة، ويقدر سعر التوازن في ميزانيتها بـ90 إلى 100 دولار للبرميل، من بينها الجزائر التي تتأثر ببرميل يقل عن 80 دولارا للبرميل بصورة كبيرة، حيث يتفاقم العجز في ميزانيتها بصورة ملحوظة بمستوى برميل نفط يقل عن مستوى 80 دولارا للبرميل، وهو حال الجزائر هذه السنة، إذ يتوقع أن يبلغ معدل سعر النفط الجزائري “صحاري بلند” حوالي 60 دولارا للبرميل أو أقل بقليل، مقابل 100 دولار للبرميل بالنسبة لسنة 2014. ويؤكد الخبراء أن عدة بلدان منها الجزائر ستواجه سنة صعبة في 2016، مع استمرار تدني سعر برميل النفط، حيث تكون قد استهلكت جزءا من احتياطياتها التي تعتبر صمام أمام وعامل توازن لتغطية العجز في الميزانية والخزينة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات