38serv

+ -

أثرت عدسات المصورين والكاميرات عبر التاريخ في الرأي العام والأنظمة بنقل أدق تفاصيل ما يجري في العالم من حروب ومآس، ولأن الصورة بألف كلمة فإنها تجسد بين تفاصيلها حجم المأساة والكارثة الإنسانية، وتحمل رسائل قد تساهم في تغيير مواقف الدول، آخرها صورة الطفل السوري إيلان، التي فتحت أبواب أوروبا لاستقبال آلاف اللاجئين.لم تمر الصور البشعة التي جسدت مأساة الطفولة البريئة، والتي تناقلتها أكبر وكالات الأخبار العالمية وأكبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة من دون أن تحرك مشاعر الملايير من البشر، كما كان عليه الشأن مع الطفل السوري “إيلان”، 3 سنوات الذي لفظته أمواج البحر بأحد شواطئ تركيا في 1 سبتمبر الجاري، بعد أن قضى بمعية العشرات من اللاجئين في عرض البحر الأبيض المتوسط مؤخرا، بعد هروبه مع أسرته في زورق من نار الحرب السورية إلى تركيا.فصورة هذا الطفل مازالت تثير تفاعلا كبيرا سواء في وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي. لتخلف موجة من الحزن والغضب، لدرجة أنها غيرت مواقف دول أوروبية خاصة الغربية لتستقبل اللاجئين.ما يحدث في سوريا من مآس، جسدته أيضا صورة لطفلة سورية رفعت يديها أمام كاميرا موظف إغاثة ظنا أنها سلاح.وتضاف لها واقعة جديدة تبين مدى المعاناة والألم والرعب الذي يعيشه أطفال اللجوء السوري نتيجة الحرب الدموية الدائرة هناك، وما شهدته من مآسٍ، حيث تداول عدد من مستخدمي موقعي التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر”، صورة لطفلة سورية أخرى تجهش بالبكاء وهي ترفع ذراعيها استسلامًا، حينما اقترب منها أحد موظفي الإغاثة التابعين للصليب الأحمر ممسكاً كاميرا في مخيم للاجئين السوريين بالأردن، ظنًا منها أنه يريد إيذاءها.الدرة والدوابشةوإن كان الحال السوري مأساويا، فإن الأوضاع في فلسطين لا تقل ألماً والتي جسدها الطفل فلسطيني سعد الدوابشة، الذي استشهد حرقاً بتاريخ 31 جويلية 2015 جراء هجوم لمستوطنين على منزل عائلته، وإضرام النار فيه بالضفة الغربية، وهي الجريمة التي أودت كذلك بحياة والده ووالدته وإصابة شقيقه (4 أعوام) بحروق من الدرجة الثالثة.بينما لا تزال صورة الطفل الفلسطيني “محمد الدرة” شاهدة على جرائم إسرائيل، والذي استشهد في الثلاثين من شهر سبتمبر عام 2000 برصاص الاحتلال الإسرائيلي في غزة أثناء احتمائه بوالده من بطش العدو الصهيوني. وكان قد صور هذا المشهد مصور فرنسي اسمه شارل أندرلان كان يعمل وقتها كمراسل بقناة فرنسا 2.“السيدة العذراء لبن طلحة “ أما في الجزائر، فالجميع يتذكر الصورة الشهيرة المعروفة تحت تسمية “السيدة العذراء لبن طلحة” التي التقطت في 23 سبتمبر 1997 في أعقاب المجزرة التي عرفتها المنطقة، قام بالتقاطها المصور حسين زورار من وكالة الأنباء الفرنسية بمستشفى زميرلي بالعاصمة وتبين حجم الفاجعة التي ألمت بإحدى النساء التي فقدت أعضاء أسرتها في المجزرة التي وقعت ليلة 22 إلى 23 سبتمبر 1997، وقد قارب عدد الضحايا 200 شخص.ونالت الصورة صيتا وشهرة كبيرة وصدى واسعا، حيث تحصلت على جائزة الصورة الصحفية العالمية عام.1997.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات