+ -

بدا وليد لطرش، أكبر أبناء السيدة الحاجة تغلابت مسعودة، صاحبة الأربع وخمسين سنة، التي تقطن بحي 1020 مسكن بمدينة باتنة، والتي توفيت بمنى أثناء رمي الجمرات، راضيا بقضاء الله وقدره، وقال إن الله اختار هذه الوفاة لوالدته التي كانت علامات الفرحة بادية على وجهها بمجرد توجهها لأداء الفريضة الربانية رفقة والده رشيد، الذي سبق له أن زار البقاع المقدسة في حجات سابقة.

السيدة تغلابت، حرم لطرش رشيد، شقيق النائب في البرلمان ومحافظ حزب جبهة التحرير الوطني بباتنة، ناصير لطرش، كانت قد أصرت على هذا الأخير بأن يساعدها على الحصول على جواز سفر لأداء مناسك الحج، وبإلحاح كبير منه، حسب كلام النائب البرلماني، الذي أكد لنا على قوة أخلاقها وتعلقها الشديد بالمسجد وفعل الخير ومساعدة الفقراء، تحصلت الأم مسعودة، التي تركت وراءها ثلاث بنات وولدين، على ما كانت تتمناه، وهي في قمة الفرحة، خاصة عندما كانت تودع عائلتها في آخر دفعة للحجاج يوم 16 سبتمبر بمطار قسنطينة، قائلة لهم إن كتبت لي الوفاة في بيته فمرحبا بذلك، وهو ما حدث فعلا وتوفيت السيدة مسعودة أثناء التدافع.وبحسب رواية العائلة، فإن الزوج رشيد لم يتمكن من الإمساك بيدها جيدا أثناء التدافع بسبب الضغط الكبير الذي كان من حوله من الحشود البشرية، ما جعل يدي الزوجين تفترقان بعد فترة قصيرة من حدوث التدافع.أما فاتح ملاخسو، ابن الحاجة بتة الزهرة، صاحبة 83 سنة، التي تقطن بحي بارك أفوراج، أقدم وأعرق الأحياء بمدينة باتنة، فقد بدا عليه التأثر على وجهه وهو يتحدث إلينا، كيف لا وهو الابن الوحيد للحاجة التي لها أيضا بنتان.وقال فاتح إن وزارة الخارجية أبلغته بوفاة والدته أول أمس، لكن حسب ما قيل له فإن الحاجة توفيت بإحدى الخيم بعد أن وصل التدافع بين الحجيج إلى مكان خيم البعثة الجزائرية.وفي كلامه معنا عن قصة والدته مع الحج، قال فاتح إن الله اختار التوقيت المناسب لأخذ أمانته، فهي لم يسبق أن أفرزت القرعة اسمها، لكن الناس الخيرين، حسبه، كثيرون، فقد أهداه أحد هؤلاء جواز سفر له، فما كان له سوى أن يؤثر والدته عليه وأن يمنحها حلم حياتها، وأن يساعدها على زيارة قبر الرسول وأداء مناسك الحج لهذا العام، ليكتب لها الله أن تتوفى في أقدس الأماكن، وهي الكلمات التي خرجت من شفتيه وهما ترتجفان.وفضلت عائلتا الحاجتين عدم التعليق على حادثة التدافع والطريقة التي لقيت على إثرهما السيدتان حتفهما، مؤكدين على أن الأخطاء التي تحدث في الحج يتحملها المنظمون والأرواح التي تسقط يحاسبون عليها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: