"سُوء تسيير وتسيب وبيروقراطية في قطاع التربية"!

 انتقدت وزيرة التربية الوطنية أداء بعض مديريات التربية، كاشفة عن تسيب كبير وبيروقراطية وتخلي مديرين عن المسؤولية، ودفع الوضع في القطاع إلى التعفن المستمر واللااستقرار، مشيرة إلى أن الترقية والبقاء في المنصب مرتبط أساسا بتحقيق النتائج المسطرة من قبل الوصاية على المستوى المحلي.شددت المسؤولة الأولى عن القطاع نورية بن غبريت لهجتها خلال لقائها مع مديري التربية أمس بمقر الوزارة، وقالت إنهم مطالبون اليوم بتجسيد السياسة التربوية للقطاع على المستوى المحلي، وإن “المسؤول مُطالب بتحقيق النتائج”، متسائلة عن سبب استمرار حالة “اللااستقرار” في بعض الولايات.وأمرت الوزيرة المديرين بالتنسيق مع هيئة التفتيش من أجل بحث القضايا والملفات العالقة، على أن يُحرر المفتشون تقارير دورية ترفع إلى الوصاية، وقالت “مصداقيتكم مرتبطة بقدرتكم ومدى نجاحكم في تحقيق السياسة التربوية”. وقالت المسؤولة إن “تنوع مصادر المعلومة، على غرار مواقع التواصل الاجتماعي والمقالات وغيرها، جعل الوصاية على دراية بكل كبيرة وصغيرة في القطاع وبالمشاكل التي تحدث فيه، مثل سوء التسيير وتأخر تسديد الرواتب ومنحة المردودية والاضطراب في معالجة المسيرة المهنية لبعض الموظفين.كما عددت تلك التجاوزات بالقول “بعض المديرين يسلمون مهمة التسيير لنوابهم، ما يجعلهم أصحاب الأمر والنهي والقرار الأخير ويتصرفون كما يشاؤون”، وهو ما يعني تسيبا كبيرا تعرفه بعض المديريات الخمسون على المستوى الوطني. ووجهت تعليمات صارمة للمديرين بأن لا يتخلوا عن مسؤولايتهم. خاصة أن “بعض المسؤولين الولائيين لا يملكون أي معلومة حول المؤسسات التربوية”.وأشارت بن غبريت إلى أن هذه التصرفات والبيروقراطية هي التي تدفع بالقطاع نحو التعفن، وذلك بتعطيل القرارات المتخذة على المستوى المركزي محليا، في وقت تحاول الوصاية خلق جو من الاستقرار لكي يسهل تحقيق الأهداف البيداغوجية، وأشارت إلى أن ترقية المسؤولين مرتبطة أساسا بتحقيق نتائج إيجابية. وفي الشأن البيداغوجي، قالت الوزيرة إن هيئة التفتيش التي تم تنصيبها ستقوم بإعداد تقييمات دورية للمؤسسات التربوية، وذكرت بوجوب التخفيف من الامتحانات في الطور الابتدائي، مفيدة بأن مصالحها تحضر لتنظيم ملتقيات محلية من أجل شرح كيفية الانتقال تدريجيا إلى التقييم المستمر للتلميذ، وأفادت بن غبريت بأن تلاميذ السنة الخامسة سيجتازون امتحان نهاية الطور في مؤسساتهم الأصلية، وأن الأساتذة هم الملزمون بالتنقل.