تشبيه تفجير"ميلك بار" بتفجيرات "داعش" تجاوز خطير

38serv

+ -

 قالت المجاهدة زهرة ظريف إنها انتظرت ردا من الحكومة الجزائرية، ووزارة المجاهدين على رئيس الجمعية الفرنسية لضحايا الإرهاب، غيوم دونوا دو سان مارك، بعد مرور أسبوع عن تصريحاته الخطيرة التي ربط من خلالها بين الإرهاب الذي يمارسه تنظيم “داعش”، وبين العمليات الفدائية التي كان يقوم بها فدائيو جيش التحرير الوطني، خلال حرب التحرير. وتأسفت ظريف لعدم لجوء وزارة المجاهدين وجبهة التحرير الوطني للرد على تصريحات وصفتها بالخطيرة وغير المقبولة أدلى بها دو سان مارك، يوم 19 سبتمبر الجاري بساحة “الأنفاليد” بباريس، بحضور الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، وعدد من أعضاء الحكومة الفرنسية.وأوضحت المجاهدة زهرة ظريف، أمس، في لقاء مع الصحافة، بمقر مكتبها بساحة الأمير عبد القادر بالجزائر العاصمة، أن تصريحات رئيس الجمعية الفرنسية لضحايا الإرهاب، غيوم دونوا دو سان مارك، تعد انزلاقا خطيرا، يسعى لوضع أعمال الفدائيين الجزائريين خلال حرب التحرير في “خانة الأعمال الإرهابية”، وأوضحت أن ذات المسؤول الفرنسي وصف التفجير الذي قامت به يوم 30 سبتمبر 1956 بمقهى “ميلك بار” بالجزائر العاصمة، “بالعمل الإرهابي”، الذي لا يختلف عن تفجير تنظيم “داعش” في باريس في جانفي الفارط، والأعمال الإرهابية التي ارتكبتها “الجيا” بالجزائر خلال العشرية الحمراء.وقالت ظريف في عريضة سلمتها للصحافة، أمس، إن “تشبيه تفجير “ميلك بار”، الذي نفذته شخصيا باسم جبهة وجيش التحرير الوطني ضد فرنسا الاستعمارية بأنه تفجير “إرهابي”، يؤدي حتما إلى وضع نضال الجزائريين ضد الهيمنة الاستعمارية، باعتباره نضالا عادلا، في خانة حركة إرهابية غير عادلة قابلة للتنديد”. وذكرت زهرة ظريف أن هذا الوضع يشبه كثيرا محاولات المكفر الفرنسي، برنارد هنري ليفي، الذي أراد أن يدفع بها إلى الاعتراف بأن تفجير “ميلك بار” الذي نفذته سنة 1956، قابل للتنديد، وذلك خلال مشاركتها في منتدى أسبوعية “ماريان” في مارسيليا سنة 2013. وذكرت ظريف أنه في الوقت الذي كانت فيه الجزائر تحارب بمفردها ضد الإرهاب، كانت الدول الغربية بما فيها فرنسا ترفض تقديم أي سند، مضيفة أنها كانت في المقابل تزرع الشكوك بطرح سؤال “من يقتل من؟”، وتسعى “لتبرئة الإرهابيين”.وتعتقد زهرة ظريف أن ما جاء على لسان دونوا دون سان مارك، يعتبر بمثابة مساس بذكرى شهداء حرب التحرير، وأضافت: “هذا التشبيه يعد بمثابة اعتداء خطير ضد دولتنا الوطنية، واستقلالنا وسيادتنا”، موضحة: “هو تشبيه خطير على المستوى السياسي، فبالإضافة إلى أنه يعيد النظر في حق شعبنا في التحرر من الاستعمار، باللجوء إلى شتى الوسائل المُمكنة، يحرم الشعوب الخاضعة حاليا لنير الاستعمار، على غرار الشعبين الفلسطيني والصحراوي، من اللجوء لذات الوسائل من أجل استعادة حريتها المهضومة”. واعتبرت ظريف أن مثل هذه التصريحات ترمي إلى نزع الشرعية عن وسائل التحرر، وتسعى “لتحطيم السيادة الوطنية للشعوب التي استعادت استقلالها”.وعن أسباب انتظارها مدة أسبوع كامل للرد على مثل هذه التصريحات، أوضحت ظريف أنها انتظرت ردا من الدولة الجزائرية، ومن الحكومة، ووزارة المجاهدين، والمنظمة الوطنية للمجاهدين، وجبهة التحرير الوطني، وأمام كل هذا الصمت، أوضحت أنها قررت الرد على دونوا دو سان مارك، بصفة شخصية، أي كمجاهدة شاركت في حرب التحرير. وبخصوص موقف جبهة التحرير الوطني من هذه التصريحات الخطيرة، قالت ما يلي: “من الواضح أن القيادة الحالية لجبهة التحرير الوطني أحدثت قطيعة كاملة، وابتعدت عن الهدف الذي من أجله تأسست جبهة التحرير الوطني، وهو الاستقلال الوطني”. وتوجهت ظريف في الأخير بالشكر إلى رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، باعتباره “الرجل السياسي الوحيد الذي أدلى بتصريحات مناهضة لتصريحات دونوا دو سان مارك، ودافع عن ذكرى شهداء حرب التحرير”.وعن سؤال حول مجوعة الـ14 التي أمضت على النداء من أجل رحيل عمار سعداني من على رأس حزب جبهة التحرير الوطني، قالت ظريف: “نحن في طور التشاور ولم نقرر شيئا”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات