{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا.. }

+ -

 قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} آل عمران: 118.يقول العلامة ابن كثير في تفسيره: يقول تبارك وتعالى ناهيًا عباده المؤمنين عن اتّخاذ المنافقين بطانة  بقوله {لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَة مِنْ دُونكُمْ} أي من غيركم من أهل الأديان، وبطانة الرّجل هم خاصّة أهله الّذين يَطَّلِعون على داخل أمره، فلا يجوز اِسْتِعْمَال أَهْل الذِّمَّة فِي الكِتابة الّتي فيها اِسْتِطَالة على المسلمين واطّلاع على دواخِل أمورهم الّتي يُخْشَى أن يُفْشُوها إلى الأعداء من أهل الحرب. ولهذا قال تعالى: {لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ}. ثمّ قال تعالى: {قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاههمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورهمْ أَكْبَر} أي قد لاَحَ على صفحات وُجوههم وفَلَتات ألسنَتِهم من العداوة مع ما هم مُشْتَمِلون عليه في صدورِهمْ من البغضاء للإسلام وأهله ما لا يَخْفَى مثله على لبيب عامل، ولهذا قال تعالى {قَدْ بَيَّنَا لَكُمْ الآيَات إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات