بالاشتراك بسكرة: بنو مزني ..الإمارة التي صمدت قرنًا ونصف قرنٍ من الزَّمن

38serv

+ -

تكشف دفاتر التّاريخ، أن دولة بني مزني ظهرت بمنطقة بسكرة بداية من 1279، ودام حكمها نحو قرن ونصف القرن من الزمن، وشملت منطقة الزاب الجزائري وحتى مدينة توزر التونسية، وامتدت حتى عام 1402 تاريخ سقوطها على يد الحفصيين، حيث أعد لها السلطان أبو فارس عبد العزيز حملة عسكرية قادها بنفسه. حكمها خمس أمراء وأشهرهم احمد بن يوسف. واللافت أنّ العلامة عبد الرحمن بن خلدون، كان شاهدا على تاريخ هذه الإمارة ولم يكن على هامش الأحداث، بل كان يعيش صميمها، ما أتاح له فرصة القيام بالأدوار الفاعلة بفضل عبقريته وحنكته السياسية وجاء إلى إمارة مزنة وهي في تألقها قادما من تونس حاضرة الدولة الحفصية . 

 أثارت مؤخرا الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية في ملتقى "بسكرة عبر التاريخ" حول العلامة ابن خلدون علاقة هذا الأخير بدولة بني مزني التي ظهرت بإقليم منطقة بسكرة، وكشفت التدخلات أن ابن خلدون لم يكن مروره بهذه الجهة مرورا سياسيا فقط، بل كان مرورا اجتماعيا وثقافيا، والمقصود بالاجتماعي هو أنه كان له نسب بهذه المنطقة، فهو كان يذكر في مذكراته المعروفة برحلة ابن خلدون التي تحدث فيها عن وجود أسرة له تركها في هذه المنطقة، لكن السؤال الذي ظل يردّده المثقفون والمؤرخون هو هل القصد بالأسرة أسرته الخاصة التي تزوج بها ؟ أم أسرته الكبرى التي ينتمي إليها ؟ لأنه كان صهرا لبني توجين. وهي إحدى القبائل الأمازيغية التي كانت في هذه المنطقة. وعن دولة بن مزني قال المؤرخ عبد الرحمان الجيلالي " وحسنت سيرة بني مزني وأحسنوا التدبير فعاشوا وعاش الناس في أرغد عيش ..." أما المؤرخ المرحوم مبارك الميلي فقد خصها بقوله "..ولم يعرف الزاب إلى اليوم عصرا كعصرها وهناء ورغادة عيش لما كان عليه بنو مزني من حسن التدبير والإدارة".

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات