"أول إطلاق النار في الحرب العالمية الأولى كان في السواحل الجزائرية"

+ -

كشف المؤرخ حسان رمعون، بأن أول إطلاق للنار في الحرب العالمية الأولى في 4اوت 1914 كان على موانيء عنابة و سكيكدة من طرف بواخر حربية ألمانية، خلال محاضرة بمعهد تطوير الموارد البشرية بوهران،  نهاية الاسبوع،  بعنوان " الحربين العالميتين و الجزائر"، بالتنسيق مع مركز الدراسات المغاربية.

ركز المحاضر في مداخلته التي نشطها الباحث منصور قديدير، على انعكاسات الحربين العالمتين الأولى و الثانية على الجزائريين و موقف النخب المحلية منها في محاولة اسقاط على الحرب بين أوكرانيا و روسيا و تبعاتها الجيوسياسية وإعادة رسم الحدود العالمية من طرف قوى الراس المال المسيطر و تأثيرها على الجزائر.عاد للحروب المركانتلية و الاقتصادية في القرن الثامن عشر بين بريطانيا و فرنسا و قوى أخرى بحثا عن المواد الأولية و اليد العاملة الرخيسة و تحول افريقيا إلى سوق للعبيد و هي الحرب التي انتشرت لتشمل الكرة الارضية برمتها لتحويل التفوق الصناعي إلى توفق تجاري من طرف النظام الاستعماري. استدل المحاضر بكتابات المفكرة " روزا لكيسمبورغ" للتأكيد بأن الحرب العالمية الاولى (1914- 1918) تندرج ضمن السباق لتقاسم العالم و الاسواق و استغلال المواد الأولية على وقع حروب مروعة و عنف و خسائر بشرية كبيرة، لكن في المقابل يضيف بأنها " فرصة للقاء و التواصل بين الشعوب من خلال اضطرار الاستعمار سن قانون التجنيد الاجباري للآهالي بعد أن كانوا ممنوعين من مغادرة قراهم و مداشرهم بقانون الآهالي، و لقد اثار قانون التجنيد نقاش واسع بين النخب المحلية بين معارض من طرف نخبة محافظة و مساند و ما صاحبه من انتفاضات و حركات عصيان كما حدث في انتفاضة " بلازمة" في الاوراس سنة 1911 رفضا للقتال في الجيش الفرنسي. الأمير خالد و حركة الشباب الجزائريين اشترطوا المشاركة في الحرب بمنحهم حقوق مدنية موسعة و اعتبروا أن التجنيد فرصة لمعرفة اسباب تفوقهم علينا و كسب التجربة و الاحتكاك بشعوب أخرى." قدر المؤرخ عدد الجزائريين المجندين" بأكثر من 173 ألف جندي من إجمالي 5 ملايين جزائري و هو ما يمثل جيل بكامله، من بينهم 30 الف قتيل و حوالي 50 ألف معطوب حرب ، كما لا يجب أن ننسى استغلال عدد أخر من الجزائريين كيد عاملة في مصانع فرنسا و هو ما أدى إلى ظهور اولى موجات المهاجرين نحو فرنسا و تحول إلى تقليد لغاية اليوم نحو بقية بلدان اوروبية اخرى هروبا من البطالة الخانقة و الفقر و الامراض الناجمة عن الاحتلال و مصادرة الأراضي و طرد الآهالي من أراضيهم و ظهور ما يسمى قطاع الطرق أو سراق الشرف." استخلص رمعون بأن هذه الظروف" ساهمت في ظهور أولى بوادر الحركة الوطنية و الوعي الوطني وسط النضال النقابي بعيدا عن قانون الآهالي الساري المفعول في الجزائر المستعمرة." كما اشار إلى جزئية تاريخية هامة " أول إعلان للحرب العالمية بين المانيا و فرنسا كان على الاراضي الجزائرية في ليلة 4 أوت 1914 بإطلاق النار من سفن حربية المانية قذائف على موانيء عنابة و سكيكدة و تسجيل العديد من الموتى و الجرحى لمنع فرنسا من تجنيد فرق عسكرية شمال إفريقية نحو جبهة القتال. قبل الإعلان الرسمي للحرب ساعات فيما بعد." أشار كذلك لمشاركة الجزائريين في الانتخابات لاول مرة في التاريخ سنة 1919 تحت حكم الرئيس الفرنسي " كليمونصو" من خلال تسجيل 475 ألف ناخب في البلديات الكاملة التمثيل و مشاركة 75 بالمائة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات