38serv

+ -

تمر اليوم الذكرى 33 لميلاد جريدة "الخبر"، ذات الشعار الخالد "صدق ومصداقية". ومع كل عام يمر، كانت الجريدة تكتسب مزيدا من الصلابة والمرونة معا، بما يتلاءم مع البيئة المتغيرة باستمرار، صعودا وهبوطا، مع ثبات في المبدأ الذي لا ولم ولن تحيد عنه أبدا.

بالنسبة إلينا في دار "الخبر"، مصالح الدولة الجزائرية خط أحمر ودبلوماسيتها وأمنها ودفاعها خط أحمر كذلك، واعون بقوة الكلمة التي تعتبر في هذا العصر سلاحا فتاكا له من التأثير البناء والهداف الكثير من الآثار والتداعيات، وجب علينا وعلى جميع الزملاء في المنابر الأخرى الانتباه إليها.  

ولأنها كانت وتبقى وستبقى في الريادة دائما، فإن قدر "الخبر" أن تكد وتجتهد من أجل صيانة أسباب ريادتها وركائزها القائمة على أولوية الوطن والمواطن في معالجاتها اليومية للأحداث والمستجدات، مع مراعاة مبدأ الحق في الإعلام والتنوير، بعيدا عن الإثارة والتهويل والتهوين، وإعطاء البعد الذي يستحقه الحدث دون زيادة أو نقصان.

وخلافا لما درج على الترويج له الكثير من العاملين في الحقل الإعلامي، من أن عهد الصحافة الورقية في طريقه إلى الزوال وجاء عهد الرقمي والإلكتروني، فلنا كلمة في هذا الجانب.. إذ لا يمكن بين عشية وضحاها الانتقال من وضع إلى آخر بالتفريط في ما هو قائم بصلابة وقوة للغوص في تجربة جديدة لم نستعد لها جيدا، والأحرى بالقائلين لهذا الكلام أن يركزوا تفكيرهم نحو تمتين ما هو موجود وخلق مكملات له من خلال التنويع وليس الاكتفاء بما هو موجود أو ابتكار وسائل إعلام جديدة لن تستطيع ملء فراغ كبير، بما يؤدي إلى إضعاف الجبهة الوطنية التي تحتاج إلى روافد إعلامية متمرسة قادرة على القيام بما يلزم في الفترات الحاسمة ومجابهة الحملات التشويهية والتحريضية التي تستهدف ضرب الاستقرار وزرع الفتن مغتنمة ضعف أو غياب الصوت الإعلامي الجاد وذي المصداقية والقدرة على التأثير في الرأي العام المحلي والدولي.

لقد أبانت "الخبر"، التي تحتفل بصدور أول عدد منها، "متبركة" بعيد ثورة التحرير المجيدة "أول نوفمبر"، وعن جدارة واقتدار على صد حملات كالتي أشرنا إليها، وهذا إيمانا منها بأحقية الوطن لذلك، واضعة نصب أعينها أن تكون للوطن الجزائر صحافته التي تدافع عنه وتنصره بالكلمة والصورة والصوت في الوقت المناسب، باعتبار أن العاملين بقطاع الإعلام والاتصال فئة أو شريحة يقع على عاتقها هي أيضا الدفاع عن الوطن وخيارات الدولة الاستراتيجية وفقا لمبدأ وحدة المصير والغاية، اقتداء بديدن من سبقونا في هذه المهنة الذين أبلوا البلاء الحسن في الذود بأقلامهم وبالصوت والصورة على مدار الفترات السابقة.

ستواصل "الخبر" المسيرة بكل ثقة وثبات، وستواصل حمل الأمانة الثقيلة إلى جانب المخلصين من المجتمع الجزائري الذي أثبت نضجه في زمن المؤامرات والمخططات الهدامة التي انكسرت على حدوده المنيعة المحروسة من طرف أبنائه الأشاوس، مستعينة بنفحات كفاح من أفنوا أعمارهم في أقسامها التحريرية والإدارة والتكوين والتوجيه، بما يكرس استمرار ريادتها في المشهد الإعلامي الجزائري والإقليمي.

ولن يكتمل رفع هذا التحدي المتواصل يوميا دون التنويه بثقة ووفاء القراء الذين شكلوا ويشكلون مصدر فخر واعتزاز لطواقمها السابقة والحالية والمستقبلية، إيمانا بالدور التكاملي والشعور بالمسؤولية الجماعية تجاه الوطن وتضحيات أبنائه وبناته على مر الزمن.