روسيا تدعو لتكثيف المشاورات مع الجزائر حول الوضع في الساحل

+ -

جدت روسيا موقفها الداعي لوقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، واتهمت على لسان سفيرها لدى الجزائر، فاليريان شوفايف، الولايات المتحدة بإعطاء الضوء الأخضر لدولة الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة العنف في القطاع. وأعلن بالمناسبة عن إعادة تحريك موسكو مبادرة إقامة مؤتمر دولي تحضره الدول الإقليمية الفاعلة، ومن بينها الجزائر، لتحريك عملية السلام.

جاءت تصريحات السفير الروسي في لقاء صحفي نظمه، يوم أمس، بمقر السفارة الروسية بالجزائر، تحدث فيها عن عدة مواضيع وعلى رأسها الأحداث المأساوية التي تعيشها غزة، والعلاقات الثنائية بين الجزائر وموسكو، والأوضاع في الساحل وقضية الصحراء الغربية والحرب في أوكرانيا.

 

وأكد الدبلوماسي الروسي على أن موقف بلاده من الحرب في غزة يرتكز على ضرورة وقف العنف ووقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان في غزة، وإطلاق مفاوضات الحل السياسي في مرحلة ثانية، "لأن السبب الرئيسي للوضع الحالي مرده غياب آفاق الحل السياسي، ربما لا يعطي ضمانات كافية، لكن وجود مفاوضات للحل السياسي ربما يجنب التصعيد العسكري".

ووصف السفير الروسي بالجزائر الوضع في قطاع غزة بـ"المأساوي والتراجيدي والمأساة الإنسانية، وهو راجع إلى تواصل العنف، ويجب أن نبذل كل ما بوسعنا وكل المعنيين بهذا الوضع لوضع حد للعنف وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين"، مضيفا أن "أرقام الضحايا الذين وصلوا عشرات الآلاف 70 بالمائة منهم من الأطفال والنساء، تناقض حجج الذين يتحدثون عن شرعية الدفاع عن النفس".

وقال المتحدث بخصوص جهود وقف إطلاق النار إن بلاده تعمل على المستوى الدولي وعبر مجلس الأمن لوقف إطلاق النار "لكن للأسف الولايات المتحدة الأمريكية أجهضت كل هذه الجهود عبر الفيتو وغيرها من الوسائل، ونحن نعتبر أن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة عنفها في غزة".

وفي هذا السياق، أكد السفير الروسي أن بلاده تريد تحريك مبادرتها الخاصة بتنظيم مؤتمر دولي تشارك فيه الدول الإقليمية الفاعلة ومن بينها الجزائر، يهدف إلى وضع إطار وتوحيد الرؤى. والخطوة الثانية، حسبه، هي دعوة ممثلي فصيلين فلسطينيين من أجل توحيد الصف الفلسطيني، ويكون ممثل واحد عن الجانب الفلسطيني، بهدف إعادة إطلاق المفاوضات انطلاقا من القرارات الأممية ومبادرة السلام العربية، للتمكين من حل الدولتين. وبالمناسبة، جدد التأكيد على أهمية الجهود ومبادرة الجزائر لتوحيد الفصائل الفلسطينية.

وشدد السفير الروسي أن بلاده "مستعدة لمواصلة الجهود، حيث أن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، وجه، منذ حوالي 3 أيام، دعوات للدول المعنية بالمؤتمر الدولي" لمناقشة المبادرة، حيث من المنتظر أن يعقد خلال السداسي المقبل من السنة المقبلة، مشيرا إلى أن "بلاده منفتحة حول مكان انعقاد المؤتمر الدولي سواء في موسكو أو في أي مكان آخر يتم الاتفاق حوله".

 

روسيا تجدد موقفها من قضية الصحراء الغربية

 

ودعا السفير الروسي لبذل مجهودات أكبر من أجل حل النزاع في الصحراء الغربية، التي تعد من بين الأزمات التي طالت كثيرا، لأن غياب الحل يؤثر على الوضع العام في منطقة شمال إفريقيا، وهو ما له تأثيرات سلبية.

والحل بالنسبة لموسكو يرتبط بما جاء في "القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، والتوصل إلى الحل النهائي يكون عبر المفاوضات المباشرة بين الأطراف المعنية بالنزاع، والأطراف حددتها القرارات الأممية وهي المغرب وجبهة البوليساريو". وجدد بالمناسبة دعم بلاده لمجهودات المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا.

 

روسيا تدعو لتكثيف المحادثات مع الجزائر حول الساحل

 

أما بخصوص الوضع في الساحل، فقد دعا إلى تكثيف المحدثات والمشاورات مع الجزائر، موضحا أن بلاده لديها مصالح في هذه المنطقة والجزائر أيضا بحكم أنها دولة حدودية مع دول المنطقة ويهمها الوضع الأمني هناك، مشيرا إلى أن هناك مشاورات دورية حول الوضع في هذه المنطقة، لكن نحتاج إلى أن يكون بديناميكية أكبر، مشيرا في السياق إلى زيارة مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى الجزائر.

وفي رده بشأن نشاطات مجموعة فاغنر في مالي، أوضح السفير الروسي أن مجموعة "فاغنر" لم تعد موجودة تقنيا، وأن أفرادها لديهم عقود مع الحكومات، والكثير من الأفراد الذين كانوا ينتمون لمجموعة فاغنر متواجدون في عدة دول كمالي ودول إفريقية أخرى، "وحضورهم هناك قانوني، لأن لديهم عقودا مع حكومات ويؤدون مهامهم كمدربين".

وخلال توقفه عند العلاقات بين الجزائر وروسيا، أشاد بالمستوى الذي وصلت إليه، حيث تكللت بزيارة الدولة التي أداها الرئيس عبد المجيد تبون إلى موسكو، ووقع خلالها على إعلان الشراكة الإستراتيجية المعمقة، بالإضافة إلى العديد من الاتفاقيات وبروتكولات التعاون في مجالات مختلفة، إلى جانب الزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين.

وأكد بالمناسبة أنه لا توجد مشاكل بين الجزائر وروسيا، ويحصل توافق في المواقف بخصوص أغلب القضايا الدولية والإقليمية.

من جهة أخرى، تطرق السفير الروسي إلى الوضع في أوكرانيا، حيث أوضح أن ما يجري هناك ليس بين روسيا وأوكرانيا، إذ "أن النظام الأوكراني حسبه اتخذ قرارا انتحاريا بتوجهه نحو الولايات المتحدة الأمريكية وتحول إلى حصان طروادة ضد روسيا". وشدد على أن الأهداف الرئيسية للعمليات العسكرية في أوكرانيا تتمثل في استئصال النازية والحد من قدرات التهديد العسكري الأوكراني لروسيا.