وهران تستذكر شهداء منظمة "أواس" الإرهابية

38serv

+ -

أحيت منظمة المجاهدين لولاية وهران، أول أمس، ذكرى اغتيال 4 شهداء هم قراب الهواري وفريح أحمد وحمداني عدة وأحمد بن جبار، حرقا من طرف منظمة الجيش السري (أواس) في 12 جانفي 1962 بعد اختطافهم من سجن وهران، حيث تنكر المجرمون في زي الدرك الفرنسي وبتواطؤ من مسؤولي السجن المنخرطين في المنظمة الإجرامية.

تناوب رفاق الشهداء والمؤرخ الصادق بن قادة والدكتور محمد بلحاج، لرواية تفاصيل الجريمة البشعة التي اقترفتها المنظمة الإجرامية للحفاظ على الجزائر فرنسية، وتناولوا مسار الشهيد قراب الهواري المدعو "إيزنهاور" الذي ارتأت السلطات العمومية إطلاق اسمه مؤخرا على " مؤسسة ميناء وهران" بحكم انحداره من حي سيدي الهواري وحي البحرية المرتبط ارتباطا وثيقا بالميناء منذ قرون، علما أن عائلة قراب قدمت شهيدين من أجل استقلال الجزائر هما محمد وهواري.

وقراب الهواري من مواليد 14 نوفمبر 1930 بحي سيدي الهواري، تربى يتيما ومتحصل على الشهادة الابتدائية وتعلم مهنة كهربائي ومارس رياضة "الجيدو". التحق بالثورة فدائيا وتم توقيفه في فيفري 1961 بمخبزة بخشي الواقعة برقم 18 شارع مستغانم بوهران، وهو المحكوم عليه بالإعدام بسبب عمليات فدائية برمي متفجرات على مواقع الأعداء وقتل بالسلاح مع فوج مركز المصدق، رفقة أعضاء الفوج بوطالب وڤنفوذ قدور وبوزيان.

روى رفيقه شيخ محمد ولد عراب تفاصيل اختباء قراب والمسؤول الشادلي بن قاسمية الجيلالي والهواري فارس والأخوان بن سليمان في محلهم التجاري بحي "كارتو" واستمراره في تنفيذ العمليات لغاية توقيفه بشارع مستغانم بمخبزة "بخشي". كما ذكر حسام قودير، فدائي محكوم عليه بالإعدام، واقعة 5 مارس 1962 لتفجير سجن وهران بإدخال سيارتين معبأتين بالمتفجرات وأسفرت عن استشهاد منور نادر من غليزان، ودحو محمد معسكر. قدم تفاصيل نشاطه كفدائي رفقة رقيق عبد القادر المدعو " بونس" لاعب سابق في جمعية وهران وآخرون، والقبض عليهم والحكم عليهم بالإعدام.

عرف سجن وهران محاولات أخرى من طرف منظمة الجيش السري لقتل المساجين بوضع السموم في القهوة أو زجاج مطحون في الأكل بتواطؤ من نائب مدير السجن لوطيلي. واعتبر المؤرخ الصادق بن قادة بأن "اختيار الشهداء الأربعة يوم 13 جانفي 1962 كان بسبب معلومات حول استفادتهم من عفو رئاسي، وكذا انتقاما من هروب الشادلي بن قاسمية الجيلالي مسؤول الجبهة بوهران من السجن بطريقة عجيبة، ليلة 1 نوفمبر 1961، التي زعزعت السلطات وأخذوهم متنكرين بزي الدرك. واختلفت الروايات حول حرقهم بعد صب البنزين عليهم، حسب تصريح والدة قراب سنة 1963 بعد تحصلها على حكم بوفاته، وهناك روايات أخرى حول منطقة مسرغين، حيث يجب فتح سجل الحالة المدنية لبلدية بير الجير لمعرفة مكان استشهادهم مع العديد من الرفاق، وحتى فرنسيين شيوعيين ومساندين للقضية الجزائرية من أمثال المجاهد هنري كييفرو رئيس بلدية تلاغ بسيدي بلعباس، الذي حول مزرعته كمركز للجبهة وتم إخراجه من السجن رفقة زغيمي قدور من موزاية وقتلهم بالرصاص بساحة محطة قطار وهران، مثلما حاولوا فعله مع وزير البريد السابق المرحوم سراج محمد المسجون بالشلف، لكنه تفطن للأمر.

الجدير بالذكر بأن الشهداء الأربعة كانوا من خيرة ضباط جيش التحرير محكوم عليهم بالإعدام والمؤبد، وأكبرهم فريح أحمد من مواليد 1906 بالقعدة زهانة، وهو متعلم وحافظ للقرآن وله 3 أولاد تم توقيفه سنة 1959، قبل إطلاق سراحه وتوقيفه مرة ثانية لنشاطه الثوري، وحمداني عدة "سي عثمان" من مواليد 26 أفريل 1926 بتيارت، متحصل على شهادة في الرياضة ومسير طاحونة عائلية والتحق بالجبل في 1957 وارتقى لرتبة ملازم ومسؤول الناحية الأولى والمنطقة 7، وتم القبض عليه بواد ليلي ومحكوم عليه بالإعدام، والشهيد أحمد بن جبار "سي صبري" من مواليد 1 فيفري 1927 بسعيدة متعلم واشتغل كموظف في الضرائب ومع معمرين، قبل التحاقه بالجبل وتعيينه كمسؤول القطاع العسكري سنة 1959 وتعيينه مسؤول المنطقة 5 الناحية الرابعة، وتم توقيفه سنة 11 فيفري 1959 إثر كمين بمخبئه بمشتلة المطمر والحكم عليه بالإعدام.

للتذكير، فإن مراسم إحياء الذكرى 62 لاغتيال الشهداء الأربعة جرت بحضور والي وهران، والمدير العام لمؤسسة ميناء وهران "قراب الهواري"، ومجاهدين منضوين في جمعية المحكوم عليهم بالإعدام وجمعية كبار معطوبي حرب التحرير، وممثلين عن منظمة أبناء الشهداء وأبناء المجاهدين ومديرية المجاهدين.