تخصيص 5 ملايير سنتيم لحماية الموقع الأثري "بورتيس مغنيس"

+ -

أمر والي وهران سعيد سعيود إثر تفقده الموقع وزيارته إلى بلدية بطيوة، أول أمس، منتخبي المجلس الشعبي البلدي لبطيوة، وهي من بين أغنى البلديات في الجزائر، بـ”إعادة النظر في المبلغ المخصص لوضع سياج على مساحة 3 هكتارات للموقع الأثري وإجراء مداولة أخرى لرفعه من 2 مليار سنتيم إلى 5 ملايير سنتيم، من أجل استكمال أشغال التهيئة داخل الموقع وإنجاز الإنارة واستحداث بعض مرافق التسلية للعائلات وزوار الموقع المطل على المنطقة الصناعية لأرزيو”، وهو ما وافق عليه أعضاء المجلس الشعبي البلدي، بعد اقتناعهم بعرض قدمته مديرة الثقافة والفنون حول أهمية الحفاظ على الموقع الأكبر في الجزائر وانعكاساته المنتظرة على مداخيل البلدية وتوافد الزوار والسياح، وإدراجه ضمن مسارات سياحية للوفود الأجنبية التي تستقبلها شركة سوناطراك ومختلف فروعها المتواجدة على مرمى حجر من الوحدات الصناعية. وذكرت المسؤولة ذاتها أن مصالحها ستضع تحت تصرف البلدية مخطط حفظ الموقع الأثري المنجز منذ سنة 2017 والمتضمن أشغال التهيئة المرتقبة، بالإضافة إلى مساعدة البلدية في إعداد دفتر الشروط حول طريقة وضع السياج والمنطقة المعنية في الموقع. للإشارة فإن تسييج المنطقة المحاذية للنسيج العمراني لبطيوة من شأنه وضع حد للاعتداءات المتكررة على الموقع لتشييد بنايات فردية دون رخص بناء، بدليل مقاضاة مديرية الثقافة المعتدين بإيداع ثلاث شكاوى لاتزال قيد المعالجة على مستوى العدالة.

في نفس السياق، وافق الوالي والمسؤولون المحليون على فتح ورشة لإجراء حفريات داخل الموقع الأثري من طرف خبراء المركز الوطني للبحث في علم الآثار لأول مرة منذ استقلال الجزائر، وهو مشروع جاهز منذ شهور خلت، لكن غياب التكفل بفريق البحث حال دون انطلاق الأشغال. وقد التزم رئيس الدائرة بتوفير الظروف الملائمة للتكفل بفريق البحث من إيواء ونقل وتسخير آليات ومعدات لمباشرة الحفريات في الموقع. وسيساعد قدوم فريق البحث البلدية ومديرية الثقافة في تحديد المكان الواجب تسييجه وحمايته.         
                       
للتذكير فإن إجراء الحفريات في المواقع الأثرية المتواجدة بوهران خاصة في القصبة العتيقة بحي سيدي الهواري، على غرار الحفريات المنجزة بساحة الشهداء بالجزائر العاصمة، كان من بين مطالب الجمعيات المهتمة بالتراث، على غرار جمعية “الأفق الجميل” التي تعرض مقرها للغلق من طرف مصالح البلدية، رغم عدم فصل العدالة في الطعن المودع لدى مجلس الدولة. وقد ساهمت الجمعية كثيرا في تأطير الآلاف من شباب المدينة وغرست فيهم حب التراث وتنشيط الحياة الثقافية بتنظيم ندوات فكرية والترويج وحماية التراث وإصدار العديد من المؤلفات حول التراث والعديد من الدلائل حول الآثار وتكوين الآلاف من المرشدين السياحيين الذين ساهموا في إنجاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط والألعاب العربية واستقبال وفود السياح المتوافدين على المدينة، ناهيك عن مقترحاتها التي تجسدت على أرض الواقع، على غرار توسيع ساحة أول نوفمبر ونقل نادي الجيش الوطني الشعبي نحو مكان آخر والمساهمة رفقة جمعيات ومواطنين في إعداد ملف للمطالبة بتصنيف حي سيدي الهواري كقطاع محمي بمرسوم رئاسي بعد معركة طويلة.