إقبال الغربيين على الإسلام بعد العدوان على غزة

+ -

أكد المشاركون في مؤتمر مجلس مسلمي أوروبا، الجمعة الفائتة، أن الحرب الإسرائيلية في غزة وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا العدوان أثر بشكل كبير على نظرة فئات واسعة من المجتمع الأوروبي للإسلام، لافتين إلى وجود طفرة في أعداد المقبلين على الإسلام منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وشهد المؤتمر حضور أكثر من 200 مشارك، من قادة وممثلي المؤسسات الأوروبية الأعضاء في المجلس من 27 دولة أوروبية، فضلا عن مسؤولين في الدولة التركية، وشخصيات إسلامية من دول العالم الإسلامي. وتطرق المتحدثون خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر مجلس مسلمي أوروبا الذي احتضنته مدينة إسطنبول التركية، خلال الفترة من 25 إلى 28 جانفي 2024، تحت عنوان “تداعيات الشرق الأوسط على أوروبا ودور مسلمي أوروبا”، إلى أثر العدوان الإسرائيلي الدموي ضد غزة على المجتمعات الغربية. وقال رئيس مجلس مسلمي أوروبا، عبد الله بن منصور، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية، إن الإقبال على اعتناق الإسلام وإعادة اكتشافه من قبل الغربيين قد شهد قفزة نوعية خلال الأشهر الأخيرة، جراء صمود الشعب الفلسطيني رغم الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة. وتطرق بن منصور إلى تاريخ الوجود الإسلامي في القارة الأوروبية، وتطوره عبر العقود الأخيرة، والأثر النوعي لتداعيات الحرب الإسرائيلية في غزة والمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

بدوره، حذر رئيس حزب البناء الوطني الجزائري، عبد القادر بن قرينة، من قوى في العالم تتحرك من الغرب إلى الشرق في الوقت الراهن، وشدّد على ضرورة أن يكون للعالم الإسلامي دور في تشكيل ملامح النظام العالمي الذي يتبلور الآن كردة فعل على تطبيقات الدول المهيمنة على الشعوب العربية والإسلامية. وأكد أن فلسطين هي القضية الأولى والمركزية بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية، مضيفا أن “العالم يدرك موقع القضية بعد التهافت العسكري من العديد من دول العالم لمحاربة بضعة آلاف في قطاع غزة”.

من جهته، تطرق نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عصام البشير، إلى خمسة تحديات تواجه المسلمين في القارة الأوروبية اليوم، معتبرا أنها محصورة “ما بين انتماء الهوية والتزامات المواطنة”، وأوضح أن هذه التحديات تتمثل في: “السعي لإفساد الفطرة، والتشكيك في الثوابت التي قامت عليها العقيدة الإسلامية؛ كالتشكيك في القرآن الكريم والسنة النبوية ورواتها؛ وكافة المناهج التي توافق عليها المسلمون في علومهم، والحفاظ على الثوابت ومواكبة المتغيرات، وتنامي إشعال الكراهية والإساءة إلى الأديان والرموز والمقدسات، وسقوط الشعارات الأخلاقية والإنسانية للغرب بعد 7 أكتوبر وحالة التحول الكبرى في الضمير العالمي الواسع. وشدّد عصام البشير على “ضرورة أن يكون هناك حوار لمواجهة خطورة ازدواجية المعايير وتجزئة القيم، عبر إقامة شراكات مع أصحاب الضمير الحر لإنشاء تحالف ومنظمات لنصر المظلومين”.

ويأتي المؤتمر في ظل تنامي الرفض الشعبي في مختلف الدول الأوروبية للحرب التي يشنها الاحتلال الصهيوني ضد قطاع غزة، وتزايد الوعي الغربي، خصوصا لدى الشباب، بالانتهاكات الصارخة التي ترتكبها قوات الاحتلال للقوانين الدولية عامة، وخصوصا منها المتعلقة بحقوق الإنسان.

يشار إلى أن مجلس مسلمي أوروبا هو مؤسسة أوروبية مستقلة غير ربحية، تعنى بالوجود الإسلامي في أوروبا ضمن منهج الإسلام الوسطي، تأسس سنة 1989، ويضم في عضويته آلاف المؤسسات في أكثر من 28 دولة أوروبية، ويعتبر أكبر مؤسسة إسلامية تمثل الوجود الإسلامي.