الجلفة تحتضن الطبعة الأولى للملتقى الدولي للرواية

38serv

+ -

انطلقت اليوم الثلاثاء فعاليات الملتقى الدولي للرواية بالمسرح الجهوي احمد بن بوزيد بالجلفة الذي تنظمه وزارة الثقافة والفنون بإشراف والي ولاية الجلفة تحت عنوان "الرواية وتشكلات الفضاء... الذاكرة المدينة المنافي" على مدار ثلاثة أيام كاملة.

باحثون وروائيون ومختصون في السرديات من إحدى عشر دولة عربية ومن الجزائر  كذلك، سيناقشون في هذا الملتقى الدولي واقع وأفق الرّواية في الجزائر والعالم، وذلك من خلال جلسات علمية وجلسات حوارية، خصوصا وأن تنظيم الملتقى تزامن مع الاحتفال اليوم الوطني للمدينة المصادف لـ20 فيفري من كل سنة، ملتقى الجزائر الدولي للرواية يحتفي بالمنجز الروائي الجزائري منذ نص "التحولات" أو "الحمار الذهبي"، أول رواية كتبت في التاريخ لصاحبها أبوليوس المادوري، إلى غاية الأجيال الجديدة للكتابة.

ويأتي الفضاء هذا كرهان أساسي لتأثيث جسد الرواية، وهو خطاب وتقنية قائمة بذاتها، إذ تبرز المدينة أو الحي سوسيولوجيا الشخوص التي تعبر عن واقع معادل أو تسير نحو تقديم خطاب ثقافي بالضرورة وسياسي اجتماعي بالتعدي، فلا يمكن فصل الرواية عن واقع الحال وعن المعيش، خاصة وأن الرواية اليوم هي ملحمة الراهن.

وأعتبر منظمو التظاهرة أن ملتقى الجزائر الدولي للرواية بطرحه إشكالية "الرواية وتشكلات الفضاء... الذاكرة، المدينة، المنافي" إنما يريد اكتشاف المسافة بين النص والواقع، وبين الشخوص والفضاء، وبين الكتاب والقراء، من خلال المدينة وتحولاتها السوسيوثقافية في الرواية العربية. ويتضمن الملتقى عديد المحاور حيث يناقش المحور الأول "راهنية السرد العربي... الثيمات والنصوص"، في حين يتناول المحور الثاني "جماليات حضور الفضاء في السرد العربي"، أما المحور الثالث فيتناول "الرواية وقضايا المواطنة"، ليسلط المحور الرابع  الضوء على "الرواية الجزائرية من التأسيس إلى التكريس"، ويقدم المحور الخامس نظرة حول "تحرير السرد في زمن الصناعات الثقافية (أدب الجوائز نموذجا)"، واعتبرت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي في كلمة وجهتها للمشاركين في هذا الملتقى أن اللقاء يمثل وقفة معرفية وحوارية رفيعة للرواية كونها الديوان الجديد للأدب والإبداع واعتبارا أنها الجنس الأدبي الأكثر شيوعا وحضورا  في أدب العصر الحديث. واستذكرت الوزيرة في هذا السياق الإخوة الفلسطينيين في غزة الصامدة وأن قضية فلسطين قضية وطنية كما أكده الرئيس، مشيرة أن اجتماع كوكبة من خيرة وألمع الأسماء الأدبية وعلماء النقد والسرديات في مدينة الجلفة في أهم مدن السرد الجزائري، بعدما تنقلت النصوص بين قسنطينة مالك حداد وتلمسان محمد ذيب وتيزي وزو مولود معمري وأدرار الحبيب السايح، ليولد نص الخيال في الجلفة للراحل أحمد بن الشريف أول نص رواية جزائرية في العصر الحديث. ومن خلاله انتقلت شعلة الإبداع في هذه المدينة إلى أحفاده لتكون الطبعة التأسيسية لهذا الملتقى.