عندما يتباهى "المخزن" بإنتاج "الكيف"

+ -

عندما تداول الجزائريون (الغيورون على بلادهم)، ومعهم آلاف المتابعين والمهتمين بقطاع الزراعة والغذاء في العالم، فيديوهات وصور "كورتاج" شاحنات الديوان الجزائري المهني للحبوب والبقول، وهي في الطريق إلى مزارع أدرار وتيميمون والمنيعة وورقلة وتقرت وغيرها من أراضي البقاع الطاهرة بدماء الشهداء، لجمع ونقل أطنان الحبوب، بعد إعلان الانطلاق الرسمي لحملة الحصاد بولايات الجنوب الكبير (ما شاء الله تعالى)، "نهقت" قنوات من جارة السوء غربا، وراحت تلك القنوات، ومعها "المُعْتَلِفُون" (من العلف)، يقدمون تلك المشاهد على أنها فيديوهات الذكاء الاصطناعي أو صور الـ"فوطوشوب"، في محاولة من تلك القنوات العمل على عدم بث روح اليأس والخيبة في نفوس مواطني "المملكة" المطبّعة، مع أن الأمر ليس جديدا على تلك "القنوات" ومن يسبح في فلكها.

وتشاء الأقدار أن تتزامن حملة التشويه والكذب والبهتان التي تشنها قنوات جارة السوء غربا، مع أشغال يوم دراسي علمي وتقني بحت، جمع ستة وزراء مرفوقين بإطاراتهم المركزية، وممثلي وزارة الدفاع الوطني، ومديري ومسؤولي مجمعات وشركات وهيئات ووكالات عمومية كبرى، في قيمة سوناطراك، وسونلغاز و"آل نفط" والاستغلال المنجمي، ووكالات ومؤسسات المياه والسدود، علاوة على إطارات البنوك العمومية، لمناقشة ودراسة وتفعيل "خارطة المؤهلات الفلاحية على مستوى الولايات الجنوبية"، وتسيير خارطة الطريق التي تم تبنيها بناء على تعليمات وتوصيات والتزامات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون التي تصب في خانة تحقيق الأهداف المنوطة بتعزيز الأمن الغذائي والمتعلقة بإنتاج الاحتياجات الغذائية الاستراتيجية واسعة الاستهلاك، على غرار الحبوب والبقول الجافة والبذور الزيتية والحليب والسكر، والعمل على ضرورة التوجه نحو استصلاح مستدام للأراضي بالجنوب لتطوير الزراعات الصناعية.

وإذا كانت قنوات العار عند الجارة الغربية، ومن يسير في مسراها، "تسوّق" لمغالطات تشوّه كل إنجاز جزائري، بفضل الله تعالى وبفضل سواعد الرجال وحكمة المسيّرين على كل المستويات وفي عديد المجالات، فإن الأرقام والإحصائيات أكيد أنها لا تكذب. يكفي القول والتأكيد بأن الجزائر أصبحت في السنوات الأخيرة "سيّدة" فيما يخص استقلالها بشأن بذور الحبوب، حيث باتت لا تستورد هذه البذور مثلما كانت عليه من قبل، كما أنها باتت لا تستورد بذور البطاطس، مثلا، أما عن المحاصيل، فنذكر في هذا السياق رقمين عن ولايتين في جنوبنا الكبير، حيث يتوقع إنتاج أكثر من مليون قنطار من مختلف أنواع الحبوب برسم حملة الحصاد للموسم الفلاحي 2023/2024 بولاية أدرار، فيما سيقارب إنتاج الحبوب (أغلبها سيكون بذور) بولاية المنيعة المليون قنطار.. وسأتوقف هنا، حتى تنتهي حملة الحصاد والدرس رسميا، على أن يقدم لنا ديوان الحبوب والبقول الجافة الأرقام النهائية، وبعده نعود للحديث عن "إنجازات" قطاع الفلاحة في المملكة المغربية التي "تتباهى" قنواتها، ومن معها، بتحقيق أرقام رهيبة في "إنتاج" القنب الهندي.