تكريس توجه ”من دس خف سيبويه في الرمل؟”

38serv

+ -

صدر للروائي والشاعر عبد الرزاق بوكبة، هذه الأيام، ديوانان شعريان، الأول عنوانه ”وحم أعلى المجاز” عن دار فضاءات الأردنية، والثاني ”الثلجنار” تجربة زجلية مشتركة مع الزجال المغربي عادل لطفي، منشورات بيت الشعر في المغرب.أشاد الزجال المغربي المعروف، أحمد لمسيّح، في مقدمة ديوان ”الثلجنار”، بتجربة عبد الرزاق بوكبة، معتبرا إياها تجربة تستحق الاحتفال لكونها لم تأت استجابة لنزوة عابرة، ولكن لأن مبدعيها حدث بينهما تماس من كهرباء الإبداع، حيث يحترق المبدع، وبرماده يكتب قصائده قرباناً لنص هارب ومنفلتٍ أبدا”. وأضاف لمسيّح ”إنها تجربة للعبور بالزجل المغاربي إلى فضائه الكوني، والانخراط في مسار الكتابة الجديدة والمتجددة”. وكتب الروائي الحبيب السايح في تناوله للديوان بعد صدوره مباشرة أنه ”من أجمل ما يمكن لي أن أكون قد قرأته في تجربة الزجل؛ لهذا الخيال الراقي المتحرر واللغة الرقراقة المنسابة وموضوع الحب العميق”.”تلوين الثلج” نص يتجذر في نفس كل الشرائح القرائية؛ بما فيه من إشارات ذات صلة بوسائط الاتصال، التي تغدو مغمورة بشكل جميل بثلج من الكلمات التي وكأن لا أحد غير عبد الرزاق بوكبة يكنه سرها.الديوان عبارة عن ومضات مكثفة التقط فيه عبد الرزاق بوكبة في القسم الأول المعنون بـ«تلوين الثلج” زوايا مختلفة من تيمة الثلج، حيث جعل منه موضوعة جمالية، فيما التقط عادل لطفي في الجزء الثاني الذي حمل عنوان ”كتاب النار” زوايا مختلفة تتعلق بتيمة النار، وبقدر ما تمايزت لغة الشاعرين ومناخاتهما، بقدر ما التقتا في قدرتهما على تطويع اللهجتين الجزائرية والمغربية للتعبير عن الصورة الشعرية بعيدا عن غبار الدارجة وترهلها وفروسيتها البلهاء، ويعد ”الثلجنار” أول ديوان شعري مغربي جزائري مشترك.في ديوانه الثاني الصادر في الأردن بعنوان ”وحم أعلى المجاز” الذي حمل عنوانا فرعيا هو ”سيرة نص قبل الكتابة” يصرّ بوكبة على وحدة التيمة، حيث تشترك النصوص كلها في مخاطبة نص قبل كتابته، بما يجعله كائنا حيا يرافق الكاتب في صحوه ونومه وحله وترحاله، فهو يوجهه أحيانا، ويتوجه إليه أحيانا أخرى، ويهدده بالتخلي عنه ليصبح مجرد ذكرى في البال، أو برميه في مجرى الماء ليصب في دفتر كاتب فاشل.تنفصل لغتا السرد والشعر في هذه التجربة الجديدة لعبد الرزاق بوكبة وتتصلان في الوقت نفسه، بشكل يكرس توجه الكاتب منذ إصداره الأول ”من دس خف سيبويه في الرمل؟” العام 2004، نحو كتابة نصوص تستعصي على التجنيس، وتجنح نحو التحرر من القوالب والأشكال، مراهنة فقط على الصورة والرؤية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: