+ -

تعود مع كل صيف هواجس حالات التسمم الغذائي الجماعية، حيث تعرف هذه الفترة بكثرة التجمعات فيها والممثلة في الأعراس والولائم التي تستقطب أعدادا كبيرة من الناس، وهو ما أكده لنا سليم بلقسام، المستشار الإعلامي بوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، موضحا لـ”الخبر” أن غالبية التسممات الغذائية تحدث خلال تلك الأفراح، ناهيك عن تجمعات أخرى مثل المخيمات الصيفية، مؤكدا أن السبب راجع إلى عدم احترام القواعد الأساسية لشبكة التبريد وكذا نظافة الأغذية.شهدت مدينة خنشلة، منذ يومين، تسمم 60 شخصا بعد تناولهم أطعمة في حفل زفاف تبين أنها لحم مفروم، حيث أصيبوا إثرها بآلام حادة استدعت نقلهم إلى مختلف المصالح الاستشفائية، كما تم وضع الكثير منهم تحت العناية الطبية المركزة.وبتاريخ 2 أوت الحالي، أصيب 104 شخص بتسمم غذائي في عرس بمنطقة طاقة التابعة لبلدية سريانة بولاية باتنة، إذ استقبلت العيادة المتعددة الخدمات لسريانة 59 منهم بعد إصابتهم بحمى وتقيؤ وآلام على مستوى البطن، لينقل الـ45 الآخرون إلى مصلحة الأمراض المعدية التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي لباتنة.كما شهدت أواخر شهر جويلية المنصرم حادثة مماثلة بولاية الجلفة، خلفت تسمم 70 شخصا في حفل ختان بمنطقة بن يعقوب في الشارف، بعد تناولهم حلويات أُصيبوا إثرها بإسهال حاد وحالات من الإغماء وارتفاع سريع في درجة الحرارة، ما استدعى نقلهم إلى المستشفى على جناح السرعة، حيث تم استقبال 41 حالة بمستشفى الإدريسية وتحويل 29 حالة إلى مستشفى عاصمة الولاية.البيض مصدر للتسمماتوعن التسممات التي تتضاعف في الفترة الصيفية، أكد لنا سليم بلقسام، المستشار الإعلامي بوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، أن أكثر حالات التسمم الغذائي تحدث في الفترة الممتدة بين جوان وسبتمبر من كل سنة، حيث تسجل مصالح الصحة سنويا ما بين 4000 و5000 تسمم غذائي خلال تلك الفترة، والسبب، حسب المتحدث، راجع لعدم مراعاة مقاييس الحفظ الجيد للمواد المستهلكة والتي يتسبب سوء تخزينها وعدم احترام شبكة تبريد بعضها في تسممات غذائية مميتة في بعض الأحيان، مشيرا إلى حالة الوفاة التي حدثت مؤخرا بالجلفة والتي راح ضحيتها مواطن بعد تناوله مادة غذائية غير صالحة للأكل ممثلة في “الكاشير” الذي كان معروضا للبيع على ناصية الطريق تحت أشعة الشمس.ومن المواد التي تتسبب بصفة مباشرة في حدوث التسممات الغذائية الجماعية، أوضح مختصون في التغذية أن البيض الذي يدخل في إعداد الكثير من الحلويات التي عادة ما تستهلك بكثرة صيفا خلال الولائم والمناسبات، كما يستعمل في إعداد المثلجات والمايونيز التي يستهلكها مرتادو محلات “الفاست فود” التي تكون في كل صائفة سببا في عديد التسممات حسب عروض الحال التي تحصلت عليها وزارة الصحة، وبالتالي فإن عدم تخزين البيض صيفا داخل الثلاجات يؤدي إلى حدوث تسممات غذائية، ويكفي أن تتجول في أسواق مختلف الولايات لتجد البيض معروضا للبيع أرضا وقبالة درجة حرارة مرتفعة جدا. وعن هذه الإشكالية أكدت معطيات وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات أن 99 بالمائة من البيض المعروض للبيع في السوق الجزائرية لا تراعى فيه مقاييس التخزين المتمثلة في حفظه داخل ثلاجات تتراوح درجة برودتها بين 4 و6 درجات مئوية، وهو ما يؤدي إلى فساده وتسببه في تسممات غذائية لدى استهلاكه.طبق “ الكسكسي” أكثر أسباب التسمم في الأعراسمواد غذائية أخرى تتسبب في تسممات جماعية أثناء فترة الصيف ومنها مادة الكسكسي المحضر في الأعراس، حيث إن لجوء بعض النسوة إلى دهنه بالسمن بأيد تكون قد تراكمت عليها بعض الميكروبات سبب حدوث تسممات جماعية لمن تناوله من المدعوين. من جهته، أشار بلقسام إلى أن التحضير المسبق لهذا الطبق ولغيره من الأطعمة مثل المعمول به عندنا، حيث تعمد صاحبة العرس إلى تحضيره في الصباح الباكر، على أن يتم تقديمه للضيوف ليلا مع تركه خارج المبرد، يؤدي إلى تلفه وتسببه بالتالي في تسممات جماعية. كما تتسبب مادة اللحم المجمد وخاصة المفروم منه في حدوث تسممات غذائية في الأعراس، مثلما حصل مع التسمم الجماعي الذي سجلته منذ يومين مدينة خنشلة، ليشير محدثنا إلى تجمعات أخرى غير الأعراس عادة ما تشهد تسممات جماعية، ويتعلق الأمر، حسبه، بالمخيمات الصيفية للصغار التي عادة ما تسجل بها تسممات غذائية إلى جانب تسممات بالمياه عند استهلاك مياه غير صالحة للشرب.ويشار إلى أن تسممات فصل الصيف وبالذات في الفترة الممتدة بين جوان وسبتمبر هي أكبر نسبة للتسممات تتراوح بين 4 و5 آلاف حالة تسمم، ناهيك عن الحالات التي لا تصل المستشفيات والتي لم يتم إحصاؤها. ورغم الحملات التحسيسية المكثفة التي تعتمدها كل سنة وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات ضد مخاطر التسممات الغذائية، وكذا الحملات الإعلامية عبر الصحف والحصص التلفزيونية، تبقى نسبة هذه التسممات في ارتفاع.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات