الغاز الجزائري يواجه منافسة الوافد الأمريكي في السوق الأوروبي

38serv

+ -

 ستواجه الجزائر تحديا جديدا في سوق الغاز، مع دخول الغاز الطبيعي المميع الأمريكي إلى أسواق أوروبا التي تمثل أكبر منفذ، حيث توفر الجزائر 12 في المائة من الحاجيات. وتوقع تقرير لمجموعة “توتال” الفرنسية احتدام المنافسة في سوق يعرف انكماشا في الطلب، ما سيشكل عامل ضغط إضافيا، سيدفع الجزائر إلى البحث عن بدائل ومنافذ خارج دائرة أهم شركائها.ووفقا لمدير عام الشركة الفرنسية “توتال”، باتريك بوياني، فإنه ينتظر أن تحتدم المنافسة في السوق الأوروبي للغاز خلال السنوات القليلة المقبلة، مع وصول الغاز الطبيعي المميع الأمريكي، حيث تستعد عدة بلدان أوروبية تواجه إشكالا في محدودية قدرات إعادة تمييع الغاز، لاستقبال الغاز الطبيعي المميع، بعد قرار واشنطن العودة إلى تصدير هذه المادة على خلفية تطوير الغاز الصخري.وستنافس الولايات المتحدة في السوق الأوروبي الغاز الروسي ولكن أيضا الجزائري، حيث تعتبر دول أوروبا أهم زبائن الجزائر.وقد أقامت سوناطراك، بغرض التموقع في أهم سوق لها، نهائي “ريغانوزا” بمدينة موردوس مقاطعة غاليسيا الإسبانية لإعادة تمييع الغاز لضمان تصدير الغاز الطبيعي المميع، وتمتلك سوناطراك 10 في المائة من الحصص بالشراكة مع مجموعة “أونديسا” الإسبانية، إضافة إلى امتلاك 49 في المائة من الحصص في مصنع “بروبانشن” مع مجموعة “بي. أس. أف” بتاراغاون” الإسبانية، مقابل حجز قدرات تخزين بجزيرة غراين البريطانية ومونتوار ببروتانيا بفرنسا.ومن شأن دخول الغاز الأمريكي بأسعار تنافسية خلط الأوراق أكثر، لاسيما وأنه يأتي بعد اختراق قطري ساهم في تقلص حصة الغاز الجزائري في القارة الأوروبية، كما دفع الجزائر إلى اعتماد إستراتيجية جديدة ترمي إلى توسيع دائرة الشراكة في مناطق أخرى، منها آسيا، وتدعيم الأسطول البحري لنقل المحروقات، إلا أن دخول الدول الجديدة في نادي كبار المصدرين للغاز يدفع أيضا البلدان المستوردة والمستهلكة والشركات إلى المطالبة بمراجعة الأسعار للعقود متوسطة وطويلة الأجل.ويمثل الغاز الطبيعي المميع نسبة 9,5 في المائة من حجم وقيمة الصادرات الجزائرية من المحروقات، مقابل 41 في المائة لإجمالي المواد الغازية، حيث تقدر صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي المميع بـ23 مليار متر مكعب، وهو ما من شأنه أن يضعف موقع الجزائر في حالة اشتداد المنافسة، بعد إبرام قطر سلسلة عقود مع البلدان الأساسية التي تتعامل مع الجزائر، لاسيما إسبانيا وإيطاليا، وارتقاب وصول أول شحنات الغاز الأمريكي العام المقبل، إذ قامت العديد من الشركات الأوروبية، سنة 2014، بالتوقيع على عقود التزود بالغاز الأمريكي، في أعقاب قرار الحكومة الأمريكية عبر كتابة الدولة للطاقة الترخيص مجددا لتصدير الغاز الطبيعي المميع وإقامة مشروع “كامرون” بالشراكة مع غاز فرنسا سويز ومجموعات يابانية، مثل ميتسوبيتشي وميتسو، بالإضافة إلى توسيع روسيا سياسات مد الأنابيب، ودعم مصر قدرات إنتاجها من الغاز، وهو ما يجعل السوق الأوروبي مفتوحا على منافسة شرسة سنة 2017.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات