نهـار للقيلولـة.. وليـــل للسمـر وحلقات الشــاي

38serv

+ -

لا يختلف رمضان في حي الوسط بمدينة بوقطب شمالي البيض، كثيرا عن سابقيه من حيث التحضيرات والسهرات الليلية، حسب سكانه، لاسيما الشباب منهم، حيث تكون البداية بإحصاء الفقراء والمعوزين لإعداد قائمة المستفيدين من قفة رمضان، بالتنسيق مع مصالح البلدية، توازيا مع البرنامج الذي يتم تحضيره لإحياء ليالي رمضان بالتنسيق مع المؤسسات الشبانية المتواجدة بالبلدية، على أن يتم تنشيطها في دار الشباب، وأحيانا بالساحة العمومية.يقول شطي عبد الله، وهو ناشط جمعوي بولاية البيض، إن سكان حي الوسط، وعلى غرار السنوات الماضية، يقومون بتنظيف إحدى الساحات، يلتقي فيها الجيران عقب صلاة التراويح في جلسة حميمة حول أباريق الشاي وأطباق الحلويات الشرقية والمكسرات، يتداولون مشاكل الحي وانشغالاتهم اليومية وما يجري من أخبار ومواضيع، بعيدا عن طاولات “الدومينو” التي ليست من هوايات سكان هذا الحي. وخلال هذه الجلسات المتداولة بين السكان على مدار شهر كامل، التي تصل إلى وقت السحور، يلتف وقتها الحاضرون حول أطباق السفة المزينة بالزبيب وحبات البيض، وأحيانا القرفة مرفقة بأكواب الحليب واللبن، ثم يفترق الجمع على أمل اللقاء في جلسة متجددة في كل شيء، سواء من حيث تحضير الأطباق أو الأحاديث.أما نساء الحي، فيتبادلن أطباق الحريرة وخبز المطلوع المزين بالسانوج قبل الإفطار، على أن يلتقين وبالتداول عند بعضهن في جلسات لا يمكنها أن تتعدى منتصف الليل، وهي جلسات لا حديث لهن فيها سوى عن كسوة العيد وأسعارها والأطباق الشامية، والكيفية التي تحضّر بها في البيوت.أما الحديث عن نهار سكان حي الوسط، فلا جديد فيه ولا خرجة تميزه عن باقي الأحياء التي يغرق سكانها في سبات عميق بعد منتصف النهار، يسلمون أنفسهم لقيلولة لا يفيقون منها إلا عقب أذان العصر، حيث تعود الحركة إلى الشوارع والمحلات.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: