+ -

يفترض أن تعدّ مصادقة الجزائر على اتفاقية اليونسكو 2005 لدعم وتعزيز تنوّع أشكال التعبير الثقافي فرصة حقيقيّة للقطاع الثقافي المستقلّ في الجزائر لفرض وجوده كطرف فاعل ونافذ في تسيير المشهد الثقافي الجزائري، وفي سنّ السياسات الثقافيّة التي تنظّم العمل الثقافي والفني، وفق آليّات تدفع به إلى الإنتاجيّة والمشاركة الفعليّة في مشروع التنمية المستدامة؛ من حيث إنّ من أهمّ مكاسب المصادقة على هذه الاتفاقيّة هو الانخراط في قائمة الدول التي تعتبر السلعة الثقافيّة سلعة تجاريّة استثنائيّة؛ بمعنى أنّها سلعة تستحق دعم الدولة ولا تجري عليها قوانين السوق التنافسيّة. ومن شأن هذا التمييز الإيجابي أن يدعم ويحمي السلع الثقافية للبدان النامية، خاصّة التي ليس في وسعها بأي حال منافسة سلع الدول الكبرى التي تحتكر السوق كمّا وسعرًا. 

وإذا أردنا أن نخصّ المجال الفنّي والسينمائي على وجه التحديد بالحديث فإنه يمكننا أن نعطي مثالا بالنموذج الكوري الجنوبي الذي استفاد قطاعه السينمائي بالمصادقة على الاتفاقية، حيث انتعشت السوق السينمائية الكوريّة بالإنتاج إثر تفعيل تطبيق بنود الاتفاقية الحاثّة على دعم السلع الثقافيّة لمختلف الثقافات الوطنيّة دون تمييز لتعزيز فرص تنافسيّتها في السوق المحليّة والعالميّة على السواء، مع الالتزام بمبدأ الانفتاح على ثقافة الآخر وعدم غلق الأبواب أمام منتجاته الثقافيّة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات