
اختلفت الغايات والهدف واحد، أجمع العارضون والشركات والمشاركة في الطبعة الـ16 من صالون "إيكيب أوتو" الجزائر على تحقيق هدف أولي واحد، هو التواجد في سوق تحاول أن تعيد لملمة نفسها والتحرك من جديد نحو الانتعاشة المنظرة المرافقة لاستئناف استيراد السيارات الجديدة، من خلال تحرير تسويق قطع الغيار على مستوى السوق الوطنية.
جولة "الخبر" في أروقة المعرض كشفت حالة الترقب التي تعيشها الشركات المسؤولة على تسويق منتجات قطع الغيار وتوفير خدمات ما بعد البيع في مجال السيارات، بصرف النظر عن كونها محلية أو أجنبية، بينما تسعى جلها إلى التعريف بما تقترحه في السوق، والوقوف على الفرصة المتاحة مع الشركاء المحتملين والزبائن.
وأكد المحافظ العام للصالون نبيل باي بومزراق، أنّ هذه الطبعة تأتي في سياق انتعاش سوق السيارات، مع عودة استيراد السيارات الجديدة واستئناف مشاريع صناعة السيارات في الجزائر، مشيرا في هذا الصدد إلى مشروع فيات في وهران.
واعتبر المتدخل أن "قطاع السيارات الجزائري سينتعش حقا في سنة 2024"، مؤكدا أنّ "أكثر من 25 بالمائة من العارضين في صالون "إيكيب أوتو" هم مصنعون محليون لقطع الغيار والمكونات الخاصة بصناعة السيارات، الذين أصبحوا فاعلين مهمين في القطاع"، كما توقع باي بومزراق الذي أكد على نجاح هذه الطبعة، توافد أكثر من 8000 زائر مهني.
مرافقة المنتجين
المناسبة كانت فرصة للشركات والمصانع المحلية لعرض منتجاتهم على المهنيين والزوار على السواء، كما هو الشأن بالنسبة لمصنع عين مليلة بولاية أم البواقي، علامة "شفيق باتري" المنتجة لكل أنواع بطاريات السيارات، التي أوضحت مسؤولة تسويق على مستواه أماني شنيخري، بأنّها تقترح بطاريات جزائرية 100 في المائة، من خلال الاعتماد على المواد الأولية الوطنية، على الرغم من أنّها أشارت إلى أنّ نقص المادة الأولية في الفترة الأخيرة أثر على الإنتاج، لتدعو إلى ضرورة إيجاد البدائل عبر تسهيلات في استيرادها.
وقالت المتحدثة إنّ المصنع ينتج 420 ألف بطارية سنويا، وهو المعدل الذي من شأنه تغطية جزء من الطلب المحلي، والإسهام تبعا لذلك في تقليص فاتورة الواردات. كما يشغل المصنع أكثر من 350 عامل، وتعمل العلامة حاليا على التحضير لمشروع جديد بالشراكة مع جامعة البحث العلمي بولاية سطيف، لإنتاج بطاريات تعمل بالطاقة الشمسية، من منتظر أن يشرع في تسويقها خلال سنة 2024.
دعوة لتسهيل الإجراءات
وتعرف نسخة صالون "إيكيب أوتو" مشاركة صينية وتركية قوية، من خلال مجموعة من العلامات التي تقترح تسويقها في الجزائر بالشراكة مع ممثلين موزعين جزائريين، على غرار شركة "زاراس أوتو" بمنطقة العلمة، التي أوضح مسيرها زكريا لشخب أنّها تستورد من تركيا مجموعة من قطع الغيار البلاستيكية كالأنابيب والأحزمة، وأشار إلى أنّ العلامة الممثلة لها تتخذ من جودة المنتوج معيارا ضروريا، فضلا عن الضمانات الممنوحة للزبون.
وفي سياق تشخيصه للوضع الحالي، دعا المتحدث إلى ضرورة العمل على تسريع إجراءات الاستيراد على مستوى الهيئات المخولة لذلك، لاسيما وأنّ هذا النوع من المنتجات ينقسم إلى جزء يستعمل على فترة الصيف، وآخر في فصل الشتاء، ما يستدعي تقليص فترة إرسال الطلبات إلى ممون في الخارج والحصول على رخصة الاستيراد. بينما أضاف أنّ هذا الأمر يعتبر خطوة ضرورية في مسار استثمار الشركاء الأجانب في الجزائر، إذ بلوغ نسبة معينة من المبيعات كمرحلة أولى قبل الاستثمار، وإقامة صناعة محلية.