38serv

+ -

بعد عقود من الحرب على العراق اعترفت الغرب أن أسباب اجتياح بلاد الرافدين كانت أكاذيب، دون أدنى تأنيب للضمير أمام فاتورة هذه الحرب التي دفع ثمنها الشعب العراقي (مليون قتيل) وأعاد الكرّة مع أفغانستان وسوريا وليبيا واليمن، وها هو اليوم يتعرى نهائيا أمام شعب أعزل يرفض له حق العيش.

 العالم "الحر" كما ينعت نفسه بنفسه، يتفرج اليوم أمام تقتيل الأبرياء وقصف المستشفيات، شيء لم يقم به النازيون، ولا يجدون حرجا في تبرير ذلك بأن دولة الكيان لها الحق في الدفاع على نفسها، فبالنسبة لهم القصة بدأت يوم 7 أكتوبر، ولا مكان في ذاكرتهم لصبرا وشاتيلا ولا للاستيطان والتعدي على المقدسات واستباحة المستوطنين المدججين بالأسلحة ويوصفون باطلا بمدنيين لأرواح الفلسطينيين.

 الحكاية بالنسبة لهم بدأت يوم 7 أكتوبر، ولا مكان في ذاكرتهم لعائلة الدوابشة التي أبيدت بعد أن أضرم مستوطنا النار في بيتها ولم ينجو إلا آخر العنقود بعد إصابته بحروق بليغة، والأمثلة لا تعد ولا تحصى طبعا، فحتى الفلسطينيين الحاملين لجنسية الكيان يعيشون تحت وطأة قوانين التمييز العنصري.

 المقاومة انتصرت يوم السابع أكتوبر، بدوسها على أسطورة الجيش الذي لا يقهر لكنها أيضا أسقطت أقنعة وحشيين يلبسون البدلات الجميلة وظلوا يعطون طيلة قرون دروسا في الإنسانية وحقوق الإنسان، في حين أن نفوسهم ما تزال متجذر فيها وحشية القرون الوسطى المتعطشة لدماء الشعوب الأخرى.

 بايدن، ماكرون، سوناك، شولز وغيرهم من رؤساء العالم الوحشي شركاء في جريمة ضد الإنسانية ينفذها الكيان باسمهم وأسلحتهم ومباركتهم في حق أطفال ونساء ومسنين وحتى أجنة في بطون أمهاتهم. أي عالم متحضر يتحدثون عنه، وهم يتفرجون على قطاع صغير يحتشد فيه أكثر من مليوني شخص، يحاصرون ويمنع عليهم الماء والأكل والدواء ولو استطاعوا لقطعوا عنهم الهواء، معتقدين أن أصواتهم لن تصل لباقي العالم، لكن وجهت لهم مواقع التواصل الاجتماعي، رغم التضييق، ضربة قاضية وليست فقط موجعة، فطيلة عقود كان (الغرب) يرينا إلى ما يريد أن نراه فلم تكن هناك قناة الجزيرة إبان حرب العراق، لتنهار اليوم خطة الشرق الأوسط الكبير والتي كان من بين أسسها وكتب حبرا على ورق تجنيد المثقفين ووسائل الإعلام في الوطن العربي لتمرير رسالة الغرب في بلداننا المسلمة.

 الكيان خسر الحرب مهما هدم ومهما قتل، والغرب خسر ما تبقى من مساحيق على وجهه القبيح وانتهى الأمر

كلمات دلالية: