كشف اللقاء الذي جمع الوافد الجديد على وزارة الفلاحة، يوسف شرفة، بالإطارات، أول أمس، عن معطيات جديدة لتوفير منتجات إستراتيجية في المستقبل القريب، ولعل أهمها تبديد شبح أزمة الحليب التي كثيرا ما كانت تصنع مشاهد الطوابير أمام المحلات، بدعم شعبة الحليب بثلاث ملبنات جديدة، أهمها ملبنة الرويبة التي ستفتح أبوابها في السداسي الأول لسنة 2024 بتأمين مليون كيس حليب يوميا، بالإضافة إلى ضمان تموين السوق باللحوم الحمراء واستمرار استيرادها حتى بعد شهر رمضان الذي يسجل ذروة استهلاك هذه المادة، على أن يتوقف هذا الخيار بعد تحقيق الاكتفاء بالإنتاج المحلي.
بلغة الصرامة تارة، والتأنيب تارة أخرى، كانت أول مواجهة للوافد الجديد لقطاع الفلاحة، أول أمس، في لقاء الإطارات الذي حضره عدد من المسؤولين، على غرار الرئيس المدير العام لمجمع "أسميدال"، والأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، ومديري المصالح الفلاحية والدواوين، أين أكد على ضرورة العمل بصراحة وشفافية لتموين السوق الوطنية، وتحقيق نسبة رضا عالية عند المواطن الذي لا يؤمن، حسبه، بلغة الأرقام، ويريد الملموس في الميدان بتوفر كل المنتجات التي يحتاجها بأسعار معقولة وبوفرة تغنيه عن البحث عنها في أماكن متعددة.
وعن حملة الحرث والبذر الجارية، أشار الوزير إلى أن التقارير بينت أن عددا من الولايات لا تزال متأخرة، والمطلوب - حسبه - هو الإسراع في إتمام هذه المرحلة المهمة والمحورية في الموسم الفلاحي، خاصة وأن كل الإمكانيات سخرت لها، من بذور وأسمدة، وهنا طالب شرفة إطارات القطاع بضرورة مرافقة الفلاحين والتبليغ عن كل ما يحول دون إتمام هذه العملية وتحقيق الهدف في زراعة مساحة لا تقل عن 3 ملايين هكتار من الحبوب، مذكرا بالإجراءات الأخيرة الخاصة بالتوجه نحو الجنوب في مجال رفع إنتاج الحبوب، كما يجب أن تقدم المزارع النموذجية إنتاجها بنسبة 100 بالمائة، حسب الوزير.
إجراءات استباقية لوزارة الفلاحة تحضيرا لشهر رمضان
وبشأن المواد واسعة الاستهلاك، أكد الوزير بخصوصها أنه اتخذت إجراءات مهمة لضمان توفرها في الأسواق الوطنية، بدخول ملبنات جديدة حيز الخدمة، على غرار ملبنة بخنشلة منتصف الشهر الجاري، وانطلاق ملبنة أخرى بالرويبة بالعاصمة في السداسي الأول من سنة 2024 بطاقة إنتاج قدرها مليون لتر في اليوم، وأخرى بولاية البويرة بمعدل 200 ألف لتر يوميا، ودعا الفاعلين في إنتاج وتوزيع هذه المادة بالعمل سويا لتفادي الوقوع في أي أزمة مستقبلا؛ من خلال التبليغ مسبقا عن أي عراقيل.
وعن ندرة الدقيق التي بدأت تسجلها بعض الأسواق، سارعت وزارة الفلاحة بالتصدي لها برفع الطاقة الإنتاجية لوحدات التحويل العمومية إلى 100 بالمائة، بعد أن كانت تعمل بـ 50 بالمائة فقط من طاقتها، وشدد الوزير على ضرورة برمجة التوقفات التقنية لهذه الوحدات بشكل مدروس.
تابعونا على واتساب >> من هنا
وبعد حل أزمة البقوليات في مادتي الحمص والعدس، ستحل أزمة تزويد الأسواق بالفاصوليا التي تسجل حاليا نقصا واضحا؛ باستيراد الكميات المطلوبة، على أن تكون متوفرة مطلع السنة الجديدة.
شهر رمضان هو الآخر الذي يسجل إقبالا مهما على المواد الفلاحية، أبرز يوسف شرفة بخصوصه أنه تم التحضير له بتوفير المواد الضرورية، على غرار مخزون قدره 25 ألف طن من البطاطا، والعمل على حل مشاكل شعبة الدواجن بدعم بيض التفقيس لتشجيع الإنتاج المحلي، واتخاذ الإجراءات اللازمة بمشاركة ممثلي المربين، في حين سيتم تفعيل استيراد اللحوم الحمراء التي تسجل ذروة الاستهلاك في شهر رمضان؛ من خلال الإبقاء على الاستيراد مفتوحا إلى غاية إعادة بعث هذه الشعبة.
ووفق أرقام وزارة الفلاحة، فإن الإنتاج المحلي للحوم الحمراء المتوقع لشهر رمضان القادم يقدر بـ 30 ألف طن، وسيتدعم بجلب اللحوم الحمراء من الولايات الجنوبية، وباستيراد العجول الموجهة للذبح، واستيراد اللحوم الحمراء، حيث تبلغ الكمية المتوقع استيرادها لضبط السوق خلال المرحلة الأولى، 60 ألف طن، موزعة على ثلاثة أشهر، بمعدل 20 ألف طن لكل شهر.
هذا، وسيكون ملف وفرة المنتجات الفلاحية، خلال شهر رمضان وطيلة السنة، محل متابعة خاصة، وسيكون قاعدة لتقييم إطارات القطاع، سواء على المستوى المحلي أو المركزي، حيث دعا وزير الفلاحة مديري المصالح الفلاحية ومديري الدواوين والمجمعات الاقتصادية، إلى القيام بالتدابير الضرورية في حينها، سواء من ناحية التخزين أو التفريغ، مع العمل بالنظام الجديد لضبط المنتجات الفلاحية الواسعة الاستهلاك تفاديا لأي اختلال قد يمس بالقدرة الشرائية للمواطن أو بدخل الفلاح مستقبلا.
أمين عام اتحاد الفلاحين: "الوزير تحدث بلغة الصراحة والتحدي كبير لتحقيق الأمن الغذائي"
وعن أول لقاء مع الوزير شرفة، صرح الأمين العام لاتحاد الفلاحين، عبد اللطيف ديلمي، لـ "الخبر"، أن اللقاء تميز بالصراحة في عرض المعطيات، وشدد الوزير على الشفافية المطلوبة فعلا لتجاوز العقبات مع قطاع استراتيجي، حسبه، والوزير أثبت نجاحه كوال وكوزير تقلد حقائب وزارية قبل وصوله إلى الفلاحة، والصرامة في اتخاذ القرارات الضرورية والمهمة خلال هذه المرحلة، يضيف ديلمي، للوصول إلى الأهداف المنشودة، وهي بداية مهمة بالنسبة لهم، في انتظار اللقاء الذي سيجمع الاتحاد بالوزير الذي سيكون خلال الأيام المقبلة.
والتحديات المنتظرة، خاصة في مجال رفع إنتاج الحبوب؛ تستدعي تضافر الجهود، والاتحاد سينقل انشغالات الفلاحين وضرورة الفصل في ملفات عديدة، على غرار العقار الفلاحي وتمكين الفلاحين من الحصول على المساعدات للمساهمة بقوة في تحقيق الأهداف الوطنية الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي، يضيف الأمين العام لاتحاد الفلاحين.