تأمّــــــــلات في سـورة الشــــــــــرح

+ -

 قال الأستاذ راتب النابلسي إنّ الآية الأولى من سورة الشَّرح {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} أنّ الصّدر ينقبض وينشرح، يضيق ويتّسِع، يُصاب بالغمّ والحُزن ثمّ يُصاب بالبِشر والفرح، فالقلب بين حالتين، والصّدر مكان القلب بين حالين: بين حال الانقباض وحال الانشراح، بين حال القبض وحال البَسط.ولكن ما الّذي يدعو إلى الانقباض؟ قل لي ما الّذي يدعوك إلى أن تنقبض، أقُل لك مَن أنتَ، هل تقلقك مكانتك عند اللّه؟ هل تخشى على قلبك من أن يُدنَّس بما لا يرضي اللّه؟ هل تشعر بالخوف حينما تقف بين يدي اللّه عزّ وجلّ؟ هل تقلق إذا كان في العمل خللٌ؟ ما الّذي يُقلقك؟النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بلغ أعلى درجات الكمال، وبلغ أعلى درجات المعرفة، لقد استنار عقله وامتلأ قلبُه حُبًّا، بلوغ أعلى درجات الكمال، وأعلى درجات المعرفة جعله يرى المجتمع الإنساني من حوله، يراه ضائعًا، يراه تائهًا، يراه شاردًا، يراه بعيدًا، منغمسًا في المعاصي والشّهوات، بدافعٍ من معرفته، وبدافعٍ من كماله، أصابه الحُزْنُ، أصابه الانقباض لمصير إخوته في البشرية.للمفسّرين في تفسير كلمة (الشّرح) مذاهب عدَّة، بعضهم قال: الشّرح هو التّوسعة والانبساط بالعلم والمعرفة. وبعضهم قال: الشّرح هو التّوسعة والانبساط لمكارم الأخلاق.وقد سُئل عليه الصّلاة والسّلام: هل ينشرح الصّدر؟ فأجاب عليه الصّلاة والسّلام: ”نعم”، فقالوا: وما علامة ذلك يا رسول اللّه؟ قال عليه الصّلاة والسّلام: ”التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: