+ -

 عن سهل بن سعد السّاعدي رضي الله عنه أنّه قال: مرّ رجل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال لرجل عنده جالس: “ما رأيك في هذا؟”، فقال: رجلٌ من أشراف النّاس، هذا والله حريٌّ إن خطب أن يُنكح (يُزوّج)، وإن شفع أن يُشفّع، فسكت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ مرّ رجل فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ما رأيك في هذا؟”، فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حريُّ (جدير) إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفّع، وإن قال أن لا يسمع لقوله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “هذا خير من ملء الأرض مثل هذا” رواه البخاري.يُؤصِّل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من خلال هذا الموقف المشرق، المقياس الحقيقي في القرب والبعد من الله عزّ وجلّ، ألاَ وهو التّقوى والالتزام بحدود الشّرع أمرًا ونهيًا، مستمدًّا ذلك من قوله تعالى: “إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ” الحُجُرات:13، وهذا هو الميزان الحقّ الّذي يتفاضل به النّاس، والميزان السّماوي الّذي يُسقط كلّ المقوّمات الأرضيّة ولا يجعل لها اعتبارًا، ومحلّ النّظر الإلهيّ يكون للجوهر لا للصّورة، قال عليه الصّلاة والسّلام: “إنّ الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم” رواه مسلم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات