+ -

 أشارت وزارة التربية الوطنية إلى أن تسريب مواضيع امتحانات نهاية التعليم الثانوي “البكالوريا” ليس مجرّد محاولة غش عادية، خاصّة وأنها استهدفت الشعب الجزائري برمته، وجندت لها وسائل تكنولوجية حديثة “مدهشة”، تورّطت فيها 150 صفحة “فايسبوك” من داخل الوطن وخارجه.جاء هذا في البيان الذي أصدرته وزارة التربية عقب انتهاء بكالوريا دورة ماي 2016، أن السنة الدراسية 2015-2016 جرت بشكل عادي، ووصفتها بـ “الناجحة بفضل انتهاج أسلوب الحوار وتضافر جهود جميع الفاعلين وشركاء المنظومة التربوية الجزائرية”، وأن الوزارة أخذت على عاتقها تنظيم عمليات واسعة النطاق خصّت أزيد من ثلاثة ملايين ونصف مترشح، ما بين مسابقة توظيف الأساتذة وامتحان إثبات المستوى للتكوين والتعليم عن بعد، والامتحانات الوطنية لنهاية السنة: امتحان نهاية الطور الابتدائي وامتحان شهادة التعليم المتوسط وامتحان شهادة البكالوريا.وحسب المصدر نفسه، فإن هذه العمليات التي نظمت على نمط امتحان شهادة البكالوريا التي جرت في ظروف عادية، قد شهدت سلسلة من الهجمات الإعلامية المكثفة (مواضيع مغلوطة) على شبكة الانترنت، عبر صفحات ومواقع شبكات التواصل الاجتماعي، قبل، أثناء وبعد سير الاختبارات.وقال البيان إن هذه الأطراف سخرت من الطاقة والسبل والوسائل التكنولوجية المدهشة، ما يعكس الرهانات التي يمثّلها امتحان البكالوريا عند المجتمع والتطلعات والآمال التي يؤججها لدى العائلات الجزائرية، وأنه بعد انقضاء اليوم الثاني من الامتحانات، وعلى إثر التحريات التي قامت بها المصالح المؤهلة على جناح السرعة، تم التأكد من مطابقة المواضيع التي تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي، كل أمسية، في ساعات متأخرة، مع المضامين الرسمية لاختبارات امتحان البكالوريا.وحسب حصيلة أولية للوزارة، فإن التسريب مس شعبة العلوم التجريبية، ومن ثم ثلاث شعب أخرى لها مواد مشتركة مع هذه الشعبة.كما ذكر البيان أن غالبية المترشحين الذين كانوا يتفحصون صفحات التواصل الاجتماعي لم يعيروا اهتماما للعشرات من المواضيع التي كانت تنشر على الشبكة، (مع العلم أن جلها كان مغلوطا)، في الوقت الذي كان بقية المترشحين يعملون ويراجعون بشكل عادي، معتمدين على جهدهم الخاص، وهو الأمر الذي جعل الوزارة تدع الامتحانات تسير بشكل عادي.وحسب المصدر نفسه، فإن التحريات والتدابير المتخذة وفق نظام محكم لمركز الوقاية من جرائم الإعلام الآلي وجرائم المعلوماتية ومكافحتها التابع للدرك الوطني من التعرف على صفحات التبادل المتورطة (أكثر من 15) وحسابات الفايسبوك المستعملة (ضبط 150 حسابا منه ما هو متمركزا بالخارج).كما أحصت الوزارة الوصية، على ضوء الحصيلة الأولية لتقييم سير الامتحان، أن طرق الغش التقليدية في قاعات الامتحان (النقل، استعمال أوراق صغيرة للنقل..) قد تراجعت (20 في المائة)، حيث سرعان ما تفطن لها موظفو التربية، ما أدى إلى إقصاء المترشحين المتورطين في عمليات الغش (221 مترشح لاستعماله الهاتف النقال)، كما تمت معاقبة المترشحين الذين وصلوا متأخرين لمراكز الإجراء وعددهم 907 مترشح، منهم 728 مترشح حرا (80 في المائة) و179 مترشح نظامي.أما عن الغش الذي تورط فيه أشخاص من خارج قاعات الامتحان، من خلال نشر مواضيع شعبة العلوم التجريبية، وعددها 7، فذكرت أنه يستدعي اتخاذ قرارات حاسمة في حق المتورطين، حفاظا على مصداقية امتحان البكالوريا ومبادئ الاستحقاق والإنصاف وتكافؤ الفرص لجميع المترشحين، وهو تحديدا ما نادت إليه شريحة كبيرة من الجماعة التربوية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: