38serv

+ -

حتى لو غابت الدوافع السياسية والعقائدية في “مجزرة ميونيخ” بألمانيا التي راح ضحيتها 9 أشخاص، تبقى علامات الاستفهام مرسومة، بحكم أن تنفيذ الجريمة سبقه إصرار وتخطيط، وأن المجرم انتقى ضحاياه بعناية، ما يوحي أنه كان مدفوعا بميولات إيديولوجية أو مغذى بنزعة تطرفية قادته إلى تنفيذ جرمه، بدءا بشراء الأسلحة منذ عام، ثم الإطلاع على عمليات القتل العشوائي مرورا باستدراج الضحايا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت غطاء الدعوة إلى نزهة، وصولا إلى رسم لوحته المرعبة بريشة مغمسة في الدماء.

القاسم المشترك بين ضحايا الحادث يوحي بوجود “نزعة قومية” حركت الجاني ودفعته إلى إبادتهم، والبرهان في ذلك أن جلهم ليسوا ألمانا، ويدعم هذا الطرح كذلك التقارير الإعلامية والأمنية التي أجمعت على أن مرتكب الجريمة استلهم فعلته من أحداث وقعت في أوسلو عاصمة النرويج وأسقطت 77 قتيلا، ونفذها شخص له ميولات قومية ضد كل ما هو أجنبي.وبيّنت التحقيقات أن توقيت جريمة ميونيخ تزامن مع الذكرى الخامسة لمجزرة أوسلو الرهيبة، وهو رابط زمني يدل على تبني الجاني للأفكار اليمينية المتطرفة، لكن الحقد الذي حمله الجاني كان ضد المسلمين على اعتبار أن جل الضحايا يعتنقون الدين الإسلامي. وكشف مسؤولون أمنيون في ولاية بافاريا الألمانية أن منفذ هجوم ميونيخ خطط للعملية منذ سنة، فيما يعتقد أنه اشترى سلاحه عبر الأنترنت عن طريق شبكة “دارك نت” التي لا يمكن دخولها إلا عن طريق برامج خاصة.واستدرج الشاب ضحاياه إلى المركز التجاري في ميونيخ، بعدما اخترق حساب فتاة على فايسبوك ودعا الضحايا إلى تسلم هدايا مجانية في أحد المطاعم بالمركز التجاري، وقال في رسالته: “أقدم لكم ما تريدون بسعر غير باهظ”.وأدرج موقع قناة “العربية”، أمس، صورا للضحايا التسع بأسمائهم، وتبيّن أن جلهم من المسلمين والباقي أجانب من جنسيات عدة، 6 مسلمين من تركيا وكوسوفو، ومعدل أعمارهم بين 14 إلى 21 سنة، فيما تتم معالجة 27 جريحاً ومشوّهاً في المستشفيات، منهم 10 في حالة حرجة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات