+ -

استمرت غارات طائرات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، على مناطق متفرقة من شمال غزة، بعد أن انطلقت ليلة أمس الأول، بالإضافة إلى قصف مدفعي على مواقع عسكرية تتبع لفصائل المقاومة، منها موقع فلسطين شرقي بلدة بيت حانون، وموقع حطين، بالإضافة إلى أرض فارغة شمالي بيت حانون.

 منذ انتهاء حرب غزة 2014، نشأت بين المقاومة وإسرائيل آلية التناسب بين الفعل ورد الفعل، صاروخ من غزة يقابله آخر من إسرائيل، لكن ما يحصل في الساعات الأخيرة على حدود القطاع تغيير جدي في هذه المعادلة، صاروخ يقابله 50 صاروخا. وقال الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور أشرف القدرة، في تصريح لـ”الخبر”، إن غارات الاحتلال على القطاع أدت إلى إصابة 5 مواطنين، هم فتى يبلغ من العمر 17 عاما بجراح طفيفة جراء تعرضه لشظايا في القدم، و3 أطفال أصيبوا بالهلع الشديد جراء القصف العنيف من قبل الاحتلال لمناطق شمال القطاع. وأعلن جيش الاحتلال، في وقت سابق، سقوط صاروخ داخل منطقة سكنية بمستوطنة “سديروت” شمال شرقي قطاع غزة، دون إصابات.ويعد هذا القصف الصهيوني الأعنف على القطاع منذ حرب عام 2014، خاصة أن أكثر من 60 صاروخ طيران وقذيفة مدفعية ضربت أماكن متفرقة من قطاع غزة، لاسيما في المناطق الشمالية.وذكرت مواقع الإعلام العبري أن إسرائيل استخدمت لأول مرة طائرة من نوع أف 35 في ضرب مواقع بقطاع غزة، وتم القصف من مسافات بعيدة وبدقة عالية، كذلك تم استخدام طائرات إف 16 وإف 15 وإف 18.ويرى الخبير بالشأن الإسرائيلي، صالح النعامي، أن ردة فعل الجيش الإسرائيلي الشاذة في حدتها على إطلاق صاروخ لم يحدث ضررا، هي مؤشر على طابع حقبة ليبرمان كوزير للحرب، ومن هو معني باستخلاص العبر فعليه استخلاصها. وأوضح النعامي، في تصريح لـ«الخبر”، أن ليبرمان يريد أن يحول وجوده في وزارة الحرب إلى مشروع ترقية لرئيس وزراء، لذا يستغل إطلاق الصواريخ للتدليل لقواعد اليمين الصهيوني بأنه الأجدر بالثقة من نتنياهو من خلال كثافة القصف.وقبل أن يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة ليلتهم العصيبة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع، كانوا نهارا على موعد مع خطاب الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع المسلح لحركة حماس، أبو عبيدة، الذي تعهد بتحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الصهيوني. وهدد أبو عبيدة خلال مهرجان “ذكرى يوم الانتصار والشهادة”، في رفح، الكيان الصهيوني بمعاملة أسراه لدى حركة حماس بنفس الطريقة التي يعامل بها الأسرى الفلسطينيين.وفي موضوع آخر، حذر أبو عبيدة الكيان الصهيوني من ارتكاب أي حماقة ضد غزة. وقال: “قيادة العدو لا تزال ترتكب ذات الأخطاء وترتكب ذات الحماقات بفرضها الحصار على شعبنا في غزة، ظنا أن الحصار وسيلة لكسرنا وتحطيم مقاومتنا، الحصار لن يمنع القسام من تطوير قدراتها واستمرار الإعداد لمرحلة التحرير”.وفي سياق متصل، حمل سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التصعيد في قطاع غزة. واعتبر أبو زهري، في تصريح وصل “الخبر”، أن التصعيد الإسرائيلي “يأتي في سياق مواصلة الاحتلال العدوان على شعبنا الفلسطيني والرغبة في خلق معادلات جديدة في القطاع”. وأكد أن “هذا العدوان لن يفلح في كسر إرادة شعبنا أو فرض أي معادلات جديدة في مواجهة المقاومة”.محاولة خط معادلة عسكرية تؤسس لمرحلة ردع جديدةوفي سياق ردود الفعل الصهيونية، أمس، قال محللون عسكريون إسرائيليون إن وزير جيشهم “أفيغدور ليبرمان” يحاول خط معادلة عسكرية جديدة تؤسس لمرحلة ردع جديدة، عقب سلسلة الغارات الإسرائيلية المكثفة على مناطق بقطاع غزة الليلة الماضية.وبحسب ما أوردته صحيفتا “هآرتس ويديعوت” العبريتان، فقد جرى استهداف مناطق بالقطاع بـ50 صاروخا في هجوم هو الأعنف منذ انتهاء الحرب الأخيرة صيف عام 2014.ونقل عن ضابط إسرائيلي كبير قوله إن “الهدوء سيقابل بالهدوء، وأنه وعلى الرغم من قوة الرد، إلا أن الوجهة العامة تسير نحو التهدئة وليس التصعيد”. بينما قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الغارات التي تشن على قطاع غزة تأتي في إطار الرد على قصف سيديروت فقط، بينما طالب وزير جيش الاحتلال المتطرف أفيغدور ليبرمان، بإعادة احتلال قطاع غزة. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات