طلبة الجامعات في الغرب يفضحون نفاق دولهم

+ -

تعرف الجامعات عبر العالم، خاصة في الدول التي أظهرت أنظمتها تحيزا مفضوحا للكيان الصهيوني في حربه على غزة، ثورة طلابية غير مسبوقة تنادي بوقف العدوان ووقف التعاون مع الكيان. وقوبلت أصوات الطلبة الرافضة بالقمع والاعتقال واستعمال القوة المفرطة في موقف فضح من جديد "عواصم" الدفاع عن حرية التعبير، بعدما انفضحت مواقفها وانكشفت معاييرها المتناقضة في الدفاع عن حقوق الإنسان والحق في الحياة الذي ترفسهما دولة الاحتلال دون رقيب ولا حسيب.

وفي آخر حلقات مسلسل القمع ضد الطلبة المعتصمين بجامعاتهم ضد الحرب على غزة ومناصرة حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، هاجمت الشرطة الأمريكية طلابا في حرم جامعة كاليفورنيا لفضّ اعتصامِ تضامنهم مع قطاع غزة.

ووثقت مقاطع فيديو انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي استخدام أفراد الشرطة الأمريكية العنف المفرط مع الطلبة المعتصمين والاعتداء عليهم ضربا وتحطيم خيمهم قبل أن تعتقل عددا منهم.

ورغم فض الاعتصام عدة مرات بجامعات ولايتي نيويورك وكاليفورنيا، يستمر الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية وتتواصل الاعتصامات بعدد من الجامعات الأمريكية رفضا للحرب على غزة.

وشهد ما لا يقل عن 30 جامعة أمريكية احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين، وأشارت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية إلى أن العدد الإجمالي للمحتجزين في الأسبوعين الماضيين يقترب من 2000 معتقل.

لكن أمام تجند الطلبة وإصرارهم على مواقفهم أعلنت وسائل إعلام أمريكية أن جامعات في الولايات المتحدة الأمريكية خضعت لبعض مطالب الطلبة المحتجين الداعمين لغزة وفلسطين بعد اعتصامات استمرت عدة أيام.

وأكدت قناة "سي أن أن" الأمريكية أن جامعة كاليفورنيا "ريفرسايد" توصلت إلى اتفاق مع المحتجين لإنهاء اعتصامهم مساء أمس السبت.

وأوضحت القناة أن "الاتفاق يتضمن تعهد إدارة الجامعة بالشفافية والإفصاح عن الاستثمارات وبرامج التعاون الأكاديمي مع الخارج"، بينما أعلنت شبكة "أن بي سي" الأمريكية أن جامعة "فيرمونت" ألغت خطابا للمندوبة الأمريكية بالأمم المتحدة، توماس غرينفيلد، استجابة لمطالب الطلبة المحتجين، في حين بدأت مجموعة من الطلاب في جامعة برينستون الأمريكية إضرابا عن الطعام تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقال أعضاء "مخيم التضامن مع فلسطين" بجامعة برينستون في بيان: "بدأنا إضرابا عن الطعام تضامنا مع الفلسطينيين في غزة، الذين يئنون تحت الحصار الإسرائيلي المستمر".

وأوضح البيان أن "قرار الإضراب يأتي ردا على رفض الإدارة الأمريكية تلبية مطالبنا بسحب دعمها لإسرائيل".

وأصدر موظفون في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بيانا ينددون فيه بالاقتحامات العنيفة وغير القانونية للاعتصامات الطلابية في الجامعة الأمريكية، التي تطالب بوقف الحرب على قطاع غزة.

ووجه الموظفون دعوة إلى بايدن لحماية الحقوق الدستورية لطلاب الجامعات والأساتذة، مشددين على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وانتقد البيان بشدة تصريحات بايدن حول الاحتجاجات الطلابية، وقال إنه "يستخدمه كتشويش وغطاء على العملية العسكرية المحتملة في مدينة رفح". وتصاعدت حدة الانتقادات الداخلية في الولايات المتحدة لسياسة بايدن تجاه الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.

قمع الطلبة لم يقتصر على الولايات المتحدة لكن في ألمانيا أيضا، حيث فضّت الشرطة بالقوة اعتصاما داعما لغزة في حديقة جامعة هومبولت في العاصمة برلين، بدأ بتنظيم من نشطاء ألمان وآخرين من منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام في الشرق الأوسط.

وقبل تدخل الشرطة، طلبت رئيسة الجامعة جوليا فون بلوميتهال من المعتصمين فض احتجاجهم إلا أنهم رفضوا.

وبعد انتظار لـ3 ساعات تدخلت الشرطة وأخرجت المعتصمين من حديقة الجامعة وأوقفت بعضهم وهم يرددون هتافات تضامنية بينها "غزة حرة، أوقفوا الإبادة الجماعية، تحيا فلسطين".

وكانت قوات الأمن الفرنسية قد تدخلت بالقوة وفضت اعتصام الطلبة بمعهد العلوم السياسية بباريس، المتضامنين مع الشعب الفلسطيني.

من جانب آخر أقام طلاب كلية ترينيتي في العاصمة الأيرلندية دبلن مخيما أجبر الجامعة على تقييد دخول الحرم الجامعي أمس السبت وإغلاق معرض (كتاب كيلز)، أحد أهم عناصر الجذب السياحي في أيرلندا. ويطالب المحتجون في كلية ترينيتي، أقدم جامعة في أيرلندا، بقطع علاقاتها مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها من الشركات التي تربطها علاقات بإسرائيل.

وقالت رئيسة الجامعة ليندا دويلو، في بيان صدر قبل أيام، إن كلية ترينيتي تراجع استثماراتها في مجموعة من الشركات وإن أكاديميين يدرسون اتخاذ قرارات في شأن العمل مع المؤسسات الإسرائيلية. وتناصر أيرلندا منذ فترة طويلة حقوق الفلسطينيين وتعهدت الحكومة بالاعتراف رسميا بدولة فلسطين قريبا.

وتكشف ما تعيشه الجامعات من حركة طلابية واسعة متضامنة مع الفلسطينيين، وطريقة تعامل السلطات مع "ثورة الطلبة" التي طبعها العنف والقمع والاعتقال، خاصة في العواصم الغربية التي طالما سوقت لنفسها كراعية لحرية التعبير ومدافعة عن حقوق الإنسان، تكشف تناقض هذه الأنظمة وكيلها بمكيالين، خاصة لما تتعارض هذه المبادئ والقيم مع مصالحها، على غرار ما طبع موقفها من العدوان على الشعب الفلسطيني وحرب الإبادة التي يتعرض لها، إذ اختارت الوقوف إلى جانب الجلاد المجرم.

 

كلمات دلالية: