تنظيم معاد لغزة يفك ارتباطه بمسجد باريس

+ -

لم تمرَ إلا أيام قليلة عن تنديد مسجد باريس الكبير بـ "حلف مخالف للطبيعة"، بين أفراد الجالية اليهودية ومجموعات اليمين العنصري في اوروبا، وتحديدا في فرنسا، حتى بدأت ردود فعل الساخطين على هذا الموقف تتوالى في الميدان.

 وأعلنت "الرابطة الدولية المناهضة للعنصرية ومعاداة السامية" (تنظيم تأسس في 1929)، أمس الخميس، في بيان، عن رفضها تمديد اتفاقية شراكة أمضتها مع مسجد باريس الكبير عام 2021، تتعلق بـ "التصدي لخطاب وأعمال الدعاية للعنصرية والمعادية للسامية"، مؤكدة أن "الزمن عفا عنها"، وأعابت على رئيس الصرح الديني الاسلامي بفرنسا التابع إداريا للجزائر، "عدم إظهار الاعتدال والمسؤولية، في سياق يشهد تفاقما بسبب الهوية والعنصرية ومعاداة السامية".

 ويعكس بيان "الرابطة"، التي تنشط في كامل أوروبا وخصوصا في فرنسا حيث اللوبي الصهيوني شديد النفوذ، رفضا شديدا لخطاب مسجد باريس منذ بداية العدوان الاسرائيلي على غزة، الذي يزاوج بين التنديد باستفحال العنصرية ضد المسلين في فرنسا، وبـ "العداء للسامية". ويفهم من موقف مسؤولي "الرابطة"، أن إدارة المسجد ما كان عليها أن تدافع عن المسلمين وهم يتعرضون يوميا للاستفزازات والتمييز، بسبب تعاطفهم مع سكان غزة. بل مطلوب منها أن تكتفي باستنكار ما تسميه أوساط اليمين الفرنسي، "مذابح حماس في إسرائيل يوم 07 أكتوبر 2023".

 وجاء رفض "الرابطة" تجديد اتفاقها مع المسجد، بعد أقل من 10 ايام من مقال نشره عميد المسجد شمس الدين حفيز، انتقد فيه "التحالف المخالف للطبيعة"، بين أعضاء من الجالية اليهودية واليمين المتطرف الأوربي، ومعبَرا عن استياء من "خطاب وتصرفات متطرفين بهدف تأليب اليهود والمسلمين ضد بعضهم البعض".

 وأشار المقال إلى "الانقسام الثنائي المزيف"، بين الجاليتين اليهودية والاسلامية في فرنسا، الذي زرعه، حسب حفيز، "الجهل وحافظت عليه المصالح الخبيثة". كما كتب بأن أن الإسلام "ليس معاديا للسامية في جوهره، تماما مثلما أن اليهودية ليست معادية للمسلمين في جوهرها". وقال إنه "يستنكر التعميمات التبسيطية التي لا تؤدي إلا إلى تأجيج الكراهية والتعصب لأهداف غير مصرَح بها".

 وفي وقت سابق من هذا الشهر، انتقدت إدارة المسجد الوزير الأول الفرنسي غابريال أتال، بخصوص تصريح له تعلق بعملية السابع أكتوبر 2023. ففي كلمة ألقاها خلال العشاء السنوي الذي ينظمه "المجلس التمثيلي للهيئات اليهودية بفرنسا"، ذكر أتال أنه "لا يمكن لأحد أن ينكر حقيقة أن التقديرات تشير، إلى أن اليهود الفرنسيين يمثلون 1 بالمئة من سكان فرنسا، لكن أكثر من 60 بالمئة من الهجمات المرتكبة بسبب الانتماء الديني للضحايا، هي أعمال معادية للسامية".

 

كلمات دلالية: