عزوف الشركات الأجنبية عن المعرض الدولي للجزائر

38serv

+ -

 تعكس المشاركة المحتشمة للشركات الدولية في معرض الجزائر الدولي، تراجع اهتمام الدول الأجنبية بالاستثمار في الجزائر، واستمرارها في التركيز على الصفقات التجارية دون غيرها، خاصة بعد انقضاء عهد البحبوحة المالية التي وهبت الملايير للشركات الأجنبية،  من خلال المخططات الخماسية، لتدخل الجزائر بعدها مرحلة السنوات العجاف. سجل عدد المشاركين في معرض الجزائر الدولي في طبعته الثامنة والأربعين، والتي اختتمت أمس، بقصر المعارض، تراجعا محسوسا ليقدر بـ 742 مشارك ممثل لـ 30 دولة، مقابل 1066 مشارك سنة 2007 بنسبة تراجع بلغت أكثر من 30 في المائة.وأرجعت مصادر مطلعة، تراجع عدد المشاركين في الصالون الدولي، إلى نفاذ أموال الخزينة العمومية، بعد انهيار أسعار النفط إلى مستويات، جعلت المسؤولين في الحكومة يدقون ناقوس الخطر، مؤكدة أن اهتمام الشركات الأجنبية سابقا، كان ينصبّ على افتكاك الصفقات العمومية التي جاءت في المخططات التنموية الخماسية المتتالية، بتخصيص أموال باهظة قدّرت بالنسبة للمخطط الخماسي الأخير بما قيمته 262 مليار دولار. فيما تظل أغلب الشركات المشاركة تركّز اهتمامها على الجانب التجاري والتسويقي أكثر من اهتمامها بالاستثمار في ظل تعقيدات مناخ الأعمال والاستثمار الجزائري.وتزامنت مقاطعة الشركات الدولية للصالون، وتراجع عدد الوفود الزائرة للجزائر والتي لم تتجاوز الستة وفود لهذا العام، مقابل ما يتجاوز الـ 50 وفدا سنوات 2012 و2013، حيث كانت تتهافت آنذاك على الصفقات المطروحة في المخطط الخماسي الثالث الذي رصدت له الحكومة ما قيمته 286 مليار دولار.على صعيد متصل، أضحت الشركات الأجنبية تفضل المعارض والصالونات المتخصصة على معرض عام لا يفي بالغرض ولا يتيح فرص القيام بالأعمال وبالاتصال مع الشركاء الجزائريين كونه مفتوح للجمهور، كما أن ارتفاع تكاليف الإيجار التي ترتفع تباعا، يجعل المشاركة للعديد من الشركات لاسيما الصغيرة والمتوسطة مكلّفة جدا لنتائج يمكن الحصول على أفضل منها خارج إطار المشاركة في المعرض، حيث تقدّر قيمة الإيجار ما بين 15 إلى 25 ألف دينار للمتر المربع، ناهيك عن تدني الخدمات مقارنة بالمعارض الدولية التي تقام في دول الجوار.وإلى جانب تراجع عدد الشركات الدولية المشاركة في معرض الجزائر الدولي، تراجعت مساحة العرض في الصالون بصفة محسوسة، فبعد أن كانت إدارة قصر المعارض تخصص لهذا الحدث الهام، ما مساحته 12.533 متر مربع سنة 2015، مقابل 24.882 متر مربع سنة 2003.في نفس السياق، أوضحت ذات المصادر، أن الصالون الدولي في طبعته الأخيرة لم يسجل حضور شركات دولية كبيرة، مثلما كان الحال في السنوات السابقة، حيث اقتصرت المشاركة على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ومن بين الشركات التي تكرر غيابها خلال السنوات الأخيرة عن معرض الجزائر الدولي، تلك الناشطة في قطاع النفط.          

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات