شوارع خالية وأسواق خاوية ومواطنون يعتكفون بمنازلهم

38serv

+ -

تواصل ارتفاع درجات الحرارة عبر مختلف ولايات الوطن أمس، والذي تزامن مع أطول يوم صامه الجزائريون، وقد غيّر هذا الظرف المناخي الطارئ، والذي سيمتد إلى غاية يوم غد الخميس، من برنامج الكثير من الجزائريين، بين من فضلوا الاعتكاف في منازلهم وآخرون اختاروا البقاء في المساجد، بحثا عن برودة المكيفات، في وقت لجأ الشباب إلى الشواطئ والمسطحات المائية للاستمتاع بالمياه الباردة.مدن خاوية وحظر للتجوال في عز النهارتواصل، أمس، ارتفاع معدل الحرارة عبر الولايات الوسطى والغربية، وقد غيّر هذا الظرف الاستثنائي البرنامج اليومي للمواطنين، حيث فضل الكثير منهم البقاء في المنازل أو الانزواء والنوم في المساجد بحثا عن البرودة وتفادي ضربات الشمس، فيما لجأ مواطنون إلى الشواطئ أو المسطحات المائية للاستجمام. ففي العاصمة تراجع الضغط في حركة المرور، كما تراجعت الحركة عبر الأسواق التي كانت تسجل توافد عدد كبير من النسوة، وحتى العمال فضلوا البقاء في مكاتبهم هروبا من حرارة الخارج.وللوقوف على الوضع تنقلنا إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي، أين كان لنا لقاء مع رئيس وحدة الاستعجالات الطبية والإنعاش الطبي بمصلحة الاستعجالات، البروفسور أمين سالمي، الذي ذكر أن المصلحة استقبلت، في ظرف ثلاثة أيام، عشرات الحالات استفادوا من الإسعافات الأولية وغادروا المستشفى، ورغم صعوبة بعض الحالات، يضيف المتحدث، إلا أنهم لم يسجلوا أي حالة وفاة.من جهتها سجلت مصالح الحماية المدنية ارتفاعا في عدد التدخلات خلال الـ24 ساعة الماضية، بفرق 200 تدخل عن الأيام الماضية، حيث بلغ عدد التدخلات 2306 تدخل، حسب مكلفها بالإعلام نسيم برناوي، كما سجلت ذات المصلحة 5 حرائق للغابات أدت إلى حرق 18 هكتارا، وحرائق للمحاصيل الزراعية بـ16 هكتارا للقمح و15 هكتارا للشعير، و830 شجرة مثمرة.فيما أدت السباحة في المسطحات المائية بسبب ارتفاع الحرارة إلى وفاة شخص بسد بولاية عين الدفلى، ليرتفع عدد الوفيات بسبب السباحة في المسطحات المائية إلى 20 وفاة منذ الفاتح جوان، وبسبب الحرارة دائما، يضيف برناوي، تم تسجيل أكثر من 50 ألف مصطاف بالشواطئ المسموحة للسباحة تدخلت خلالها الحماية المدنية 27 مرة، تمكنت من إنقاذ 10 أشخاص وتقديم الإسعافات الأولية لـ17 آخرين.وبولاية البليدة تعرض عامل بورشة بناء في حي دريوش ببوعرفة إلى ضربة شمس سببت له إغماء نقل على إثرها إلى المستشفى، أما في ولاية المدية فقد قاربت الحرارة 45 درجة بمعظم البلديات، حيث قللت من حركة المواطنين عبر الأسواق التجارية ومختلف الفضاءات الخاصة ببيع الخضر والفواكه، وأرغمت الكثير منهم على الاستنجاد بالمساجد بعد أوقات الصلاة والنوم فيها بضع ساعات، خاصة التي تتوفر على مكيفات هوائية، كما شهدت الأماكن التي تتوفر على السدود والمحاجر المائية إقبالا واسعا.نفس الأجواء سجلتها ولاية تيزي وزو، حيث أثرت بشكل كبير في الحركة في النهار في مختلف المدن والقرى، مثلما أثرت بشكل كبير في المرضى والعجزة، وفي هذا الصدد أشار مصدر من المركز الاستشفائي ندير محمد بعاصمة الولاية، إلى أن هذه المؤسسة اعتادت على استقبال حوالي 500 شخص يوميا على مستوى مختلف مصالحها، إلا أنها سجلت هذا الأسبوع تزايدا في الوافدين عليها، في حين تسببت الحرارة بمستغانم في ضربات شمس وإغماءات وشهدت الشواطئ حركة واسعة هروبا من أشعة الشمس الحارقة، بينما فضل العديد من المواطنين المكوث بمنازلهم تحت رحمة المكيفات الهوائية وتجنب الخروج، واستقبلت مصلحة الاستعجالات بالولاية أكثر من 100 حالة خاصة المسنّين المصابين بأمراض مزمنة.أما في تيبازة لم تمنع فتوى كراهية السباحة في نهار رمضان الأعداد المعتبرة من المواطنين بولاية تيبازة من الهروب إلى الشواطئ الرملية والصخرية عبر الشريط الساحلي للولاية لقضاء سويعات في تخفيف حرارة الجسم تحت المظليات، ومداعبة مياه البحر بعد أن بلغت ذروتها خلال اليومين الماضيين.وفي الغرب عاشت مستشفيات ومصحات كل الولايات نهار أمس، حالة استنفار قصوى، بسبب العدد الكبير للمواطنين الذين تم نقلهم إليها. وذكر مصدر من مستشفى وهران الجامعي، الدكتور بن زرجب، أن أغلبية الحالات التي استقبلتها مصلحة الاستعجالات الطبية تتعلق بالإغماءات بسبب الحرارة، واضطراب نسبة السكر في الجسم.ورغم الحرارة الشديدة فقد قدمت الطواقم الطبية وشبه الطبية في كل مستشفيات ولايات غرب البلاد الخدمات الطبية للمواطنين الذي تنقلوا إليها بسبب موجة الحرارة. وقد سجل من بين المصابين أطفال صغار صائمون، وكذا رضع أصيبوا بنقص الماء في الجسم، إلا أن عدد هؤلاء قليل.ومن جهة أخرى عاش الطريق السيار شرق غرب حالة من الهدوء الكبير، بسبب تراجع عدد المركبات التي سلكته نهار أمس، كما ذكر شهود تنقلوا بين مدن غرب البلاد على هذا الطريق الذي يعرف عادة حركة كثيفة. كما لم تشتغل آلات الحصاد في المساحات المزروعة بالحبوب. وتوقف العديد من ورشات البناء، وحتى الصينيون الذين يشتغلون في العادة في كل الظروف توقفوا عن العمل في العديد من ورشات البناء في ولاية وهران.لكن حالة الشلل الحقيقية شهدها ولايات الجنوب، ومنها البيض، النعامة، بشار وتندوف. إلى جانب ورڤلة وغرداية والوادي، حيث لم يخرج الناس من منازلهم في اليومين الأخيرين، إلا للضرورة القصوى. ففي ورڤلة قال مصدر طبي من مستشفى محمد بوضياف إن ما لا يقل عن 12 شخصا منهم 4 أطفال أصيبوا بمضاعفات ارتفاع الحرارة، اختناقات وحالات جفاف وضربات شمس. أما في غرداية، فقال مصدر من مستشفى تريشين إبراهيم إن 5 حالات تأثر بالحرارة الشديدة خضعت للعلاج، كما تحول نشاط المحلات التجارية إلى الليل، الذي يقضي فيه المواطنون حوائجهم، لأن الخروج في النهار والتنقل تحت أشعة الشمس يعتبر مغامرة بالحياة. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات