العيـــد يفــرض حظــر تجــوّل بالمــدن الكــبرى

+ -

لم يكن عدد التجار المداومين الذين تم تسخيرهم للعمل يومي العيد، كافيا لسد احتياجات المواطنين، ففي الوقت الذي أكد فيه وزير التجارة، عمارة بن يونس، أمس، في اتصال بـ”الخبر” أن نسبة الاستجابة لنظام المداومة فاقت 99 بالمائة، فإن تقارير مراسلينا أكدت بالمقابل على وجود ندرة وطوابير وشلل للنشاط التجاري عبر مختلف الولايات.  بدت أغلب شوارع مدن الوطن بمناسبة يومي العيد خالية في مشهد يشبه إلى حد كبير فرض حالة حظر للتجول خاصة في الزوال، وغلق أغلب المحلات التجارية، فيما عرفت بعض المخابز التي فتحت أبوابها طوابير تذكرنا بمشاهد طوابير الندرة لثمانينات القرن الماضي.ففي العاصمة شكل المواطنون طوابير أمام المخابز المفتوحة خاصة في ثاني أيام عيد الفطر وذلك عبر العديد من بلديات ولاية الجزائر في مشهد بات يتكرر مع كل مناسبة دينية، في وقت شهدت بعض المقاهي عودة محتشمة لنشاطها العادي وعرفت إقبالا كبيرا للمواطنين الذين حنوا لارتشاف قهوة الصباح.وبجيجل تعذر على الكثير من المواطنين، يومي العيد، اقتناء العديد من المواد الاستهلاكية، بسبب عزوف الكثير من التجار عن ممارسة نشاطاتهم، رغم وعود وزير التجارة ومصالح شركة نفطال بتوفير مختلف المواد خلال هذه المناسبة.وقد مست الندرة بالأساس كلا من مادة الخبز والحليب واللحوم بأنواعها، وذلك بسبب عدم التزام الكثير من أصحاب المحلات بالمداومة، لاسيما خلال اليوم الأول من هذه المناسبة، حيث اختفت مادتا الخبز والحليب من الأسواق، وشوهدت المخابز في وضعية مغلقة، وأشار مواطنون إلى أنهم ظلوا يتنقلون بين مختلف الأحياء والمدن بحثا عن هذه المادة دون أن يتمكنوا من تحقيق رغبتهم، وكشفوا بأن أغلب المحلات التي فتحت أبوابها هي تلك التي تنشط في بيع الفواكه والحلويات والمرطبات وكذا المشروبات، موازاة مع ذلك لم يتمكن الكثير من أصحاب السيارات خلال اليوم الأول من العيد من تزويد مركباتهم بالوقود بسبب نفاد مختلف المواد الطاقوية من المحطات، لاسيما ما تعلق بمادة البنزين بدون رصاص، قبل أن يجدوا أنفسهم خلال اليوم الثاني في طوابير طويلة، مثلما وقفنا على ذلك ببعض المحطات المتواجدة بعاصمة الولاية ومدينة الطاهير.وفي المدية لم يمنع تهديد ووعيد مديرية التجارة من حدوث الندرة في مختلف المواد الأساسية كالخبز والحليب وتشكل الطوابير عبر مختلف بلديات الولاية، حيث سجّل نقص كبير في مادة الخبز طيلة اليومين الأخيرين من شهر رمضان ويومي العيد نظرا للطلب الكبير عليها من قبل المواطنين، ونفس الشيء بالنسبة لمادة الحليب التي لم يتم توفيرها بالكميات اللازمة لتتناسب مع ارتفاع الطلب عليها خلال مثل هذه المناسبات، وقد غابت تماما في المحلات خلال فترة العيد، وهو ما سمح لبعض المضاربين والتجار غير الشرعيين باستغلال الفرصة لفرض منطقهم ورفع الأسعار.كما عاش مواطنو ولاية تيبازة أزمة خبز وحليب في أول أيام العيد، دفعت بشريحة كبيرة منهم إلى التشتت عبر مختلف البلديات من أجل الحصول على الخبز، كما اضطر أولئك الذين صادفوا تواجد بعض المخابز مفتوحة إلى الدخول في طوابير وانتظار الدور.هذا الواقع الذي عاينته ”الخبر” أثار موجة استنكار في أوساط المواطنين الذين طالبوا باتخاذ إجراءات تسمح بضمان التموين الكافي في مثل هذه الأيام، خاصة بعد أن دخل المواطن المغلوب على أمره بعاصمة الولاية في رحلة بحث عن الخبز عبر بلديات أخرى، ومنهم من لجأ إلى شراء الخبز التقليدي لدى باعة الأرصفة بثمن لا يقل عن 25 دج. كما فرضت أزمة ندرة الحليب نفسها على المواطنين عشية العيد، وسمحت للانتهازيين من رفع سعر الكيس الواحد إلى 30 دج، بعد أن وجدوا في الندرة منفذا لرفع السعر، حيث حلت شاحنات التبريد المتنقلة عبر الشوارع محل محلات بيع المواد الغذائية التي لم تتمكن من توفير هذه المادة لزبائنها. من جهتها، كشفت مصادر عليمة أن القليل من الصيدليات من التزم بالمداومة، وأوضحت أن صيدلية واحدة من الأربعة التي شملتها العملية بعاصمة الولاية من التزمت بذلك.

وفي ورڤلة فضلت المحلات صبيحة أول يوم من عيد الفطر الغلق، منها المخابز وبعض محلات بيع المواد الغذائية ما أجبر المواطنين في أغلب الأحيان على التنقل إلى الأحياء البعيدة بحثا عن احتياجاتهم الاستهلاكية والخبز خاصة، أو المواد الغذائية، وقد سجلت الظاهرة بشكل بارز في عواصم دوائر الولاية.كما اشتكى سكان ولاية الأغواط يوم عيد الفطر من غلق جميع المحلات التجارية وبالتالي حرمان المواطن من مختلف المواد الاستهلاكية الضرورية كالخبز والحليب والخضر، لتشمل الأزمة حتى وسائل النقل التي توقفت وجفاف الحنفيات في الكثير من الأحياء.من جانب آخر اتسعت رقعة أزمة الوقود بولاية الشلف خلال يومي العيد لتمس محطات بلديات الجهة الغربية مثل بوقادير، إضافة إلى بلديات الجهة الشمالية، خاصة بمدينتي تنس وسيدي عكاشة بفعل تشكل طوابير طويلة للسيارات عبر محطات التوزيع التي أغلقت أبوابها، ومست ندرة البنزين والمازوت، على حد سواء، الأمر الذي تسبب في تأزم الوضع أكثر وأثر سلبا في حركة النقل خلال هذه المناسبة، ونشير إلى أن هذه الأزمة ضربت البلديات الساحلية قبيل العيد وفي عز موسم الاصطياف قبل أن تتوسع إلى مناطق أخرى من الولاية. المراسلون

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات