نحو إعادة النازحين للعاصمة في التسعينات إلى ولاياتهم

+ -

كلف والي العاصمة، عبد القادر زوخ، بأكبر عملية لترحيل مئات العائلات التي نزحت للإقامة في العاصمة خلال سنوات التسعينيات بسبب الظروف الأمنية الصعبة التي عاشها عدد من مناطق الوطن خاصة الولايات الداخلية المتاخمة لولاية الجزائر، وستقوم سلطات ولاية الجزائر بإعادة كل العائلات المقيمة بأحياء القصدير أو تلك التي احتلت مساكن شاغرة وأخرى إلى ولاياتها الأصلية، حسب ما أكدته مصادرنا.يشبه قرار الحكومة إعادة العائلات النازحة للإقامة بالعاصمة والتي أقامت بيوتا من الصفيح والقصدير بمختلف بلدياتها منذ سنوات التسعينيات، ذلك الذي نفذه عبد الرحمان بلعياط عندما كان يتولى منصب وزير السكن والتجهيز سنة 1983، عندما نفذ أكبر عملية ترحيل قام خلالها بإعادة مئات العائلات إلى ولاياتها الأصلية، في قرار أثار حينها موجة سخط كبيرة من قبل الجمعيات الحقوقية التي اتهمته حينها بـ”العنصرية”.في السياق نفسه، علمت “الخبر” من مصادر حسنة الاطلاع أن مختلف بلديات العاصمة شرعت في إحصاء احتياجات السكن من حيث طلبات السكن، واعتمدت أيضا على الإحصاء الذي أمرت به الحكومة في 2008 والمتعلق بجرد كل العائلات التي تقيم بالأحياء القصديرية قصد تمكينها من عملية إعادة الإسكان، لكن تأكد بعد ذلك أن عشرات العائلات قامت بإنجاز بيوت قصديرية في هذه الأحياء أو ما يعرف بمراكز العبور المؤقتة.60 ألف عائلة نزحت إلى العاصمة بسبب الأزمة الأمنيةكشفت مصادر مطلعة لـ”الخبر” أن نحو 23 ألف عائلة نزحت للإقامة في العاصمة، بسبب الأزمة الأمنية التي عاشتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي. وإذا كانت مئات العائلات قد تمكنت من شراء شقق ومبانٍ مكتملة كونها ميسورة الحال، فإن الكثير منها والمغلوبة على أمرها لم تتمكن من ذلك وفضلت الإقامة في بيوت للصفيح أو كراء بعض “البراكات” وبعضها اشترت بيوتا قصديرية مقابل 20 مليون سنتيم فقط مما كان يعرف بـ«مافيا البرارك”.وقد نزحت أغلب هذه العائلات من ولايات المدية وأرياف البليدة  والمسيلة وبوسعادة وكذا مناطق من بومرداس. ففي وقت نزحت عائلات أخرى هربت من بطش المجموعات الإرهابية للإقامة بمقرات البلديات القريبة منها، فإن المئات منها فضلت النزوح نحو العاصمة. واختارت هذه العائلات المغلوبة على أمرها الإقامة في أحياء القصدير المختلفة والمنتشرة عبر مختلف بلديات الوطن، وأخرى أقامت تجمعات حتى بالبلديات الراقية كالشراڤة وعين البنيان وحتى ببئر مراد رايس وكذا بئر خادم، فيما اشترت أخرى “دويرات” بحي القصبة العتيق، في وقت أقامت عائلات بأعالي العاصمة كبوزريعة وحي الكاريار ببلدية وادي قريش.الولاية تستغل عملية الرحلة والترميم لتنفيذ مخططهاواهتدت سلطات ولاية الجزائر إلى طريقة تمكنها من تنفيذ مخططها في إعادة العائلات النازحة إلى العاصمة، قصد تجنبها لاحتجاجات واسعة قد تؤثر على الأمن العام، وذلك من خلال استغلال فترات عملية إعادة الإسكان والشروع في ترميم المباني العتيقة، كما هو الحال في القصبة قصد إخلائها ويتم  بعد ذلك نقل أغراض العائلات المعنية إلى خارج الولاية أو يطلب منهم العودة إلى مواقعهم الأصلية. وتتحجج السلطات بكون هذه العائلات بإمكانها الاستفادة من تدابير تطوير العالم الريفي، من خلال أموال الدعم لبناء السكن الريفي ومشاريع التنمية الريفية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات