"ماسينيسا وصوفونيسبا".. تراجيديا بعثت بأطلال الماضي للحياة

38serv

+ -

 استمتع جمهور الفن الرابع، خلال السهرة الرابعة من فعاليات ”المهرجان الثقافي الوطني للمسرح اﻷمازيغي” في طبعته السابعة، بركح المسرح الجهوي بباتنة، بعرض مسرحي بعنوان ”ماسينيسا وصوفونيسبا”، من إخراج المبدعة ”حميدة آيت الحاج” وتأليف ”نعيمة حساس”، ومن إنتاج المسرح الجهوي ”كاتب ياسين” ببجاية، قام بتجسيد شخصيات المسرحية ثلة من الشباب المبدع الذين أمتعوا الجمهور الحاضر بخلقهم للجو المناسب وتقمّصهم القوي لشخصيات تاريخية صنعت التاريخ كتحد مقارنة بأعمارهم الصغيرة، فجسّد دور ماسينيسا علي حمدان نور الدين”، سيفاكس ”عودية مخلوف”، ”سيبيو” كمال سلماني”، ”صوفونيسبا” ”صالحي تيليلي”، ”ماسيفا” ”صابر فريدة”، وأخيرا قام بدور ”أكليل أل لول” كريم نور الدين. تحكي المسرحية فترة زمنية من تاريخ أقدم المدن العريقة ”سيرتا” ملتقى الثقافة النوميديا وحصن ملوك الأمازيغ الذين انتصبوا على العرش، تاركين فيه بصمة مرورهم عليه، وتعتبر كذلك من أهم الحلبات التي تقابل فيها أكبر وأمجد ملوك نوميديا، ووقع الاهتمام في إخراج المسرحية على ملكين نوميديين، اعتبرا من أشجع وأنبل ملوك الأمازيغ، وهما ”ماسينيسا” و”سيفاكس” اللذان عملا بكل ما ”أوتيا من قوة من أجل توحيد نوميديا. تتشابك أحداث العرض بقيام ”ماسينيسا” بنفي ”سيفاكس” وخيانته مع زوجته ”صوفونيسبا”، ولخوف هذه الأخيرة من نشوب حرب بين النوميديين والرومان بشأنها، دفع بها إلى الانتحار في النهاية، بشرب السم، لتنهي بذلك خوفها من اندلاع حرب لا تحمد عواقبها. أعطت المخرجة ”آيت الحاج”، للنص المسرحي المنضوي تحت النوع التراجيدي بعدا معرفيا من جانب وجمالي. من جانب آخر، جاء الجانب المعرفي للتعريف بحقبة تاريخية معينة، فيما تناول الجانب الجمالي لوحات فنية استطاعت من خلالها أن تجمعها لمشاهد سيميولوجيا مميزة، لتشدّ بها أنظار جمهور عشاق أب الفنون، وخلقت بذلك لهم أفق التوقع من أجل انتظار المشهد، الذي يليه بكل حماسة وعاطفة، كانت المسرحية مغامرة حسب عديد النقاد، خاصة أنها تعتمد على التاريخ والمسارح العالمية تخشى من هكذا أعمال، غير أنها تمكنت من تطويع النص في خطاب واضح، بُلغ بدقة ولغة مسرحية قوية وتوتر عال في أداء الممثلين، من خلال تجسيدهم للشخصيات المنوطة بهم، وجودة تشخيصها، مع توظيف للملامح والإيماءات التي تفاعل معها الجمهور العاشق للفن الرابع.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات